نشر عدد من الاخوة في جريدة «الجزيرة» عن موضوع الزيجات وغلاء المهور، بعضها كتابات تخلط بين المهور وتكاليف الزواج!! التفريق بين الموضوعين مهم جدا لبناء قاعدة التفاهم الاجتماعي على وجود المشكلة وضرورة حلها.. بالعربي لا يوجد غلاء مهور كما تقول الاخت مها الشيباني، المسألة يجب ان تؤخذ من الجوانب الواقعية اولها ان الاسعار نار.. نار، كما في عنوان تعقيب الاخ محمد الموسى على الاستاذ حمد القاضي كما اتذكر.. ان غلاء الاسعار يؤثر على المدفوع للمرأة كصداق وكلما ولعت الأسعار لابد ان تقبل بزيادة صداق المرأة شئنا أم ابينا، علينا ان نعالج الأسباب الحقيقية «نار الأسعار» ووزارة التجارة تغفل عن اسعار المفارش والتفصيل على سبيل المثال وتترك مشاكل تخريب الفساتين وحدث ولا حرج فما يباع بألف وثمانمائة يباع عند آخر في مدينة أخرى بثلاثة آلاف ريال.
واذا افسدت الخيّاطة فستان العروس المفصل بثلاثة آلاف فلا مشكلة ولا يحزنون ولا جهة رسمية تنهي الموضوع وتعوض المتضرر ولا سبيل للتفاهم مع النساء. ثانياً: اين يذهب المدفوع للمرأة والمدون في عقد النكاح على انه صداق؟ من يتابع افعال الناس وتصريفهم له يجد انهم يقتطعون منه لحفلات الزواج - آجار القصر - تكاليف الذبائح «الوليمة»، وهنا نقول للرجل المتزوج هذه الوليمة هل هي وليمتك ام وليمة زوجتك؟ صحيح ان الناس تتفاهم على المدفوع فيقال لولي العروس عليك تكاليف القصر وما شابه ولكني لا اجد تفسيرا للمدون في عقد النكاح!! وعليه فالعروس المسكينة متبرعة بما ثبت شرعا انه مهرها الذي هو «لنفسها» لصالح المظاهر، للأسف بل ان ابعاد الموضوع كبيرة وجليلة فمثلا نجد ان طيبتها وطيبة وليها تجعلهم يجهزون بعض كماليات ومتطلبات غرفة المستقبل ومطبخ منزل المستقبل وبعض كمالياته، ما الطف النساء وما أطيب أولياء الأمور!!، السؤال: كم استفادت المرأة لنفسها؟ القليل، ان معرفة هذه الأمور تدعوني ان ابعث برسالة للرجل.. اعرف لأهل الفضل فضلهم ولا تنس طيبة زوجتك وأهلها وعض عليها بالنواجذ حيث شاركت بمالها بتجهيز ما سوف تستعملانه بشكل مشترك فاشكر الله ان رزقت بمثل هذه النساء، حكاية الواقع تؤكد ان المجتمع متفاهم اعط الفرصة للمرأة ان تختار ما يناسب ذوقها في البيت والغرفة وهذه ميزة ولله الحمد وليست سيئة، استطيع ان اقول ان العروس الثيب احسن حالا من العروس البكر من ناحية فائدتها من المدفوع لها، لا احصائية تثبت ان الناس تفرق بين المهر والتكاليف لا على مستوى التفكير ولا على مستوى العمل «انظر لعقد النكاح» يكتب فيه ان المدفوع مهراً.. فمتى تتحرك المؤسسات المعنية للكشف عن مثل هذا الخلط. بالمقابل هناك من اولياء الأمور من يشارك ويدفع من جيبه لإقامة حفل ما «حصلشي»!! بل ان بعضهم يساعد في اشياء مفيدة فلهم منا الشكر والتقدير وهم اولى ممن يعلنون انهم زوجوا بريال وريالين، ان التركيز على هذا الطرح بين افراد المجتمع سيكون بإذن الله بوابة للتفاهم على مشاكل الزيجات وتكاليفها، على العموم لو استطعنا التوعية عن طريق التفريق بين المهر والمدفوع فإننا سنحصل على بداية مشوار تصحيح الوضع، من المهم ان نعلم ان من الناس من يستحي فيأخذون المدفوع ويسمونه مهرا بالخطأ او الجهل ويكتوون بنار الاسعار للأسف وحينا يكتوون بالتركيبة الاجتماعية الجديدة، الامر الآخر هناك انواع من الحفلات للزواج الواحد «حفل الشبكة، حفل الملكة، حفل الدخلة، حفل الترحال او الرحيل، حفل الزيارة الأولى و...» فلماذا لا تختصر بحفل واحد، قال صلى الله عليه وسلم «أَوْلِمْ ولو بشاة» وهو خطاب عام وان كان التوجيه لاحد الصحابة رضي الله عنهم اجمعين. الوقفة الأخيرة.. هناك من يطالب بزيادة المهور لكي لا يتساهل الشباب في الإقدام على الطلاق واقول لهؤلاء تتبع مصادر المدفوع للمرأة ستجد انه يأتي احيانا من كد الرجل واحيانا يتولى والد الشاب بكل تكاليف المدفوع حتى قيمة اصغر حاجة في الزواج واحيانا يحصل الزوج على المدفوع من اهل الخير ومن ذلك ما يأتي عن طريق الجمعيات ومع ذلك عاش هؤلاء بأمن وأمان وكوّنوا اسراً ولم يحصل الطلاق مما يدل على ان القضية مرتبطة بالتربية ومن تربيته ضعيفة سيفكر بكل سوء ولن تمنعه المادة. ابعث برأيي لاقدمه لمجلس الشورى عند بحث مسألة المهور وتكاليف الزواج لعلي ان اوقد تحقيق قوامة الرجل منذ البداية اذ هو المطالب بالوليمة وتصرفه بها سيحمينا جميعا من مشكلة الزيجات وما يترتب عليها من انفاق غير معقول اذ المتضرر ليست الزوجة فقط بل كل من حولها من رجال أقاربها.
شاكر بن صالح السليم - معلم تربية إسلامية
عوف بن الحارث المتوسطة بالرياض
|