تهربت كثيراً من الكتابة عن هذا الرجل.. لا لشيء إلا لأنني خشيت ان أتهم بالمحاباة.. ولكني أجزم ان كل من يعرف الدكتور هشام ناضرة مدير عام الشؤون الصحية بالقصيم سوف يصفق لي بملء كفيه بعد أن يقرأ مقالتي هذه بل وربما يتّهمني بالتقصير لأنني بلا شك لن أعطيه حقه مهما أجزلت في معاني اللغة العربية.
حاولت ألا أكتب.. ولكن مواقف الدكتور هشام تجر بنا قسراً على الوقوف والتأمل والتعجب والإنقياد والطاعة لكل تداعيات القلم وإغراءات المعنى وأجزم أن رجلاً مثل هشام يتمتع بكل ما يتمتع به من تواضع وقمة في العطاء ورحابة صدر لا بد ان يكون هو الأنموذج القدوة.. وهشام ناضرة لم يتغير منذ ان كان مديراً لتخصصي بريدة إلى ان جلس على قمة الهرم.. لم يحرك فيه الكرسي ساكناً سوى انه أصبح أكثر في كل شيء.. كان يقف مع جموع المراجعين في أحد البنوك ببريدة لا يختلف عن أي مواطن يلتزم بالنظام ولا يفرقه عن البقية سوى انه دائماً يبدو أنيق الهندام جميل المظهر.. لا يستغل منصبه ولا يبحث في علاقاته بل ينتظر خلف كمّ هائل من البشر.. وفي ذاك الزحام سقط أحد المراجعين مغشياً عليه إثر إعياء وإرهاق فبادر الدكتور هشام بكل دوافعه الإنسانية وشعوره العميق بمهنته الملائكية بادر إلى مساندة هذا الرجل وحمله على الكرسي ومحاولة إسعافه حتى عاد من إغمائه لم يتوقف هذا الموقف عند هذا الحد حسب الروتين المعروف بل أصرّ الدكتور هشام على حمله بسيارته الخاصة تاركاً كل مشاغله ومسؤولياته وذهب به إلى المستشفى للإطمئنان عليه.. وأذكر أيضا منذ عدة سنوات حينما كان الدكتور هشام يشغل منصب مدير مستشفى الملك فهد التخصصي حيث كانت هناك حالة إسعافية لا بد ان تنقل على الفور إلى أحد المستشفيات بالرياض وبسبب تغيب السائق قام الدكتور هشام بدوره وقاد سيارة الإسعاف وأكمل مهمة السائق بكل نجاح يدفعه إلى ذلك شعور عميق بالإنسانية وإنقاذ الموقف دون أي تسويف.. هكذا يكون المسؤول.. وهذا ما يحتاجه المواطن إحساساً بأن المسؤول قريب جدا منه ويلامس متاعبه ويقف إلى جانبه ويسعى إلى مساندته.. لم يكن يوماً هشام ناضرة ذلك الذي يجلس خلف مكتبه ويغلق بابه.. انه يعمل دائماً في غرفة السكرتير حتى لا يقصده شخص يحتاجه ثم يعود صفر اليدين. للّه درك يا دكتور هشام.
|