تستطيع إسرائيل ارتكاب جرائمها واعتداءاتها على الفلسطينيين وعلى غيرهم تحت أي ذريعة، وان تكرر الاعتداءات في الوقت الذي يحلو لها وتحت ذات الذرائع الزائفة.
وفي العدوان الأخير على غزة دفعت إسرائيل بحجة وجود أنفاق لتهريب السلاح في رفح ومن ثم اطلقت العنان لقوتها النيرانية المتفوقة لتقتل وتجرح العشرات.
ولم يطالب أحد إسرائيل بأن تثبت أن هناك نفقاً يبرر كل هذه الوحشية.. وحتى لو افترضنا وجود أنفاق فما دخل هؤلاء الشهداء والجرحى من الاطفال والنساء.
وبدلاً من محاسبة إسرائيل فإننا سنجد هناك من يربت على كتفها ويؤكد على ضرورة وأهمية أن تلجأ إلى كل الوسائل المناسبة دفاعاً عن نفسها!!
لقد بات النموذج الإسرائيلي يقدم عرضاً فاضحاً لمدى الانهيار الذي يلحق بالمعايير الدولية للتفريق بين حق الدفاع عن النفس وارتكاب الفظائع، خصوصاً ان المرجعية الوحيدة لتقييم الأوضاع صارت الولايات المتحدة الأمريكية التي يهمها أن تظل إسرائيل بمنأى عن أي انتقاد.
ووفقاً لهذه المرجعية فإن كل الفظائع التي ارتكبتها إسرائيل في رفح يوم الجمعة لا يجري تصنيفها في قائمة الإرهاب، لكن عندما ينتقم الفلسطينيون غداً فإن نيران الجحيم ستنصب عليهم من كل صوب بينما تسيطر كلمة الإرهاب على كل ردود الفعل ويجري تضخيم الأمر من أجل ترسيخ ارتباط الإرهاب بالفلسطينيين.
غير أنه لا يتم فعل الكثير لمواجهة المشكلة القائمة، فالدول الكبرى أو فلنقل الدولة الكبرى لا تفعل ذلك ربما لأنها تراهن على أن بامكان القوة المتفوقة أن تُسكت هؤلاء الذين لا يكفون يطالبون منذ عقود بحقوقهم.
ومع ذلك ومنذ عقود فشلت الترسانة الإسرائيلية في هزيمة الحجر الفلسطيني.
|