* واشنطن أ ف ب:
أعلنت واشنطن انها تعمل من أجل ادخال تعديلات جديدة على مشروع قرارها بشأن العراق، في محاولة جديدة وربما أخيرة لاقناع مجلس الأمن الدولي المتحفظ جداً حتى الآن، بتبني النص.
وقال وزير الخارجية الامريكي كولن باول في لقاء مع عدد من وكالات الأنباء «لدينا بعض الأفكار حول الطريقة التي يمكن ان تؤخذ فيها في الاعتبار النقاط التي تثير قلق أعضاء مجلس الأمن حول المشروع الأخير، مع الحفاظ على مبادئنا ومواقفنا».
وأضاف «نحاول ان نصغي وان نأخذ في الاعتبار ما نسمعه وان نجمع الأسرة الدولية حول قرار وسأعرف في بداية الأسبوع المقبل ما اذا كان هذا الجهد قد نجح»، موضحاً انه يجري اتصالات مع عدد من نظرائه في الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
وتابع وزير الخارجية الامريكي «سأحاول دفع الأمور قدما الأسبوع المقبل عندما يتوفر لدينا شيء يمكننا من بلوغ أهدافنا»، بدون ان يذكر أي تفاصيل عن التعديلات التي يمكن إدخالها على النص.
وأكد باول ان الولايات المتحدة «تبذل جهوداً كبيرة بشأن هذا القرار»، لكنه ألمح إلى ان الوقت ضيق وسحب النص غير مستبعد إذا لم تؤت هذه المحاولات ثمارها.
ورداً على سؤال عن تصريحات حول احتمال ان تسحب واشنطن مشروع القرار بسبب التحفظات الشديدة التي عبر عنها عدد من أعضاء مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، قال باول «لا أفكر في سحبه في الوقت الراهن، الفكرة ليست مطروحة حالياً ولم تطرح حتى الآن، لكنني قد أقوم بذلك حتى الاثنين».
ويهدف مشروع القرار الذي أدخلت عليه واشنطن تعديلات من قبل، إلى تشجيع مزيد من الدول على إرسال قوات إلى العراق وتقديم دعم اقتصادي لتحسين الوضع في هذا البلد، وهو ينص على تشكيل قوة متعددة الجنسيات بتفويض من الأمم المتحدة وبقيادة امريكية.
إلا ان عدداً كبيراً من الدول الأعضاء في مجلس الأمن من بينها فرنسا وألمانيا وروسيا وكذلك انان، يرى انه لا يحدد برنامجاً زمنياً لنقل السيادة إلى العراقيين في هذا البلد الذي يتولى إدارته حالياً تحالف بقيادة الولايات المتحدة.
كما يرى عنان وهذه الدول ان النص لا يمنح دوراً مهماً إلى حد كاف إلى الأمم المتحدة التي خصص لها صلاحيات أقل بكثير من تلك التي يتمتع بها التحالف.
وأكدت واشنطن مرات عدة انها تأمل ان يتم تبني القرار قبل مؤتمر الجهات المانحة الذي سيعقد في مدريد في 23 و24 تشرين الأول اكتوبر في مدريد، الذي يفترض ان يحضره باول.
إلا ان مسؤولين امريكيين صرّحوا خلال الأسبوع الجاري ان واشنطن مستعدة للتخلي عن النص إذا لم يتم التوصل إلى أرضية للتفاهم في مجلس الأمن.
من جهته، صرح عنان يوم الجمعة ان «مناقشات مكثفة» ما زالت جارية حول مشروع القرار الامريكي، موضحاً انه لا يعتقد ان «هناك قراراً بسحب النص».
وقال «هناك مشاورات جارية وأشارك فيها شخصياً».
واعترف عنان باهمية اعتماد المشروع قبل مؤتمر الجهات المانحة في مدريد، معتبراً ان ذلك سيكون أمراً «مثالياً».
|