وكما أننا نريد العنف والقوة والرجولة في اللعب..فإننا لا نريد أن يصل هذا العنف وتلك القوة إلى تبادل بالكلمات بين لاعب وآخر.. باعتبار ذلك يمثل كارثة أخلاقية لا نرضاها جميعاً.. ولا نقبلها لأبنائنا في النادي.. لأننا من قبل حاربناها في الشارع، واعتبرناها إخلالاً بالأمن.. وتجاوزا كبيراً للمثل العليا والأخلاق.. ومن الأولى أن نقضى عليها في ما نشاهده من مباريات.. باعتبارها ظاهرة شاذة لما ألفناه.. ومتنافية مع المثل والأخلاق.. ولا أعتقد أن الحكم مسؤول بالدرجة الأولى عن مثل هذه الظاهرة التي تحاول أن تمس كرامة الرياضة وتشوه وجهها، ذلك لأن الحكم وان استعمل سلطته.. وأنزل أقصى ما لديه من عقوبة بحق اللاعب.. فإنه لا يتعدى الطرد من المباراة.. والطرد في عرف مثل هؤلاء شيء هين جداً.. طالما هو قد نجح في أداء هذه الصورة المبكية والمؤلمة أمام حشد ضخم من جماهيرنا.. واذن فإن النادي هو المسؤول بالدرجة الأولى عن مستوى أخلاق لاعبيه.. ويأتي بعد ذلك الحكم ورعاية الشباب.. نعم النادي هو الذي يجب أن يهذب الأخلاق في صفوف لاعبيه.. والنادي هو المطالب بالمفاضلة بين لاعب وآخر من واقع معرفة المدرب والإداري لأخلاق هذا اللاعب وذاك.
ذلك لأن الجماهير قد تتجاوز غلطة من لاعب وقد تتجاوز أكثر.. لكنه يبدو شيء مستحيل أن تتجاوز بشكل مستمر الأخطاء.. خاصة عندما تصل إلى حدود التعرض بالإساءة إلى سمعتنا الرياضية.. وأخلاق كل المنتمين والمهتمين بالحركة الرياضية.. ولقد قصدت التعميم بما قلت قناعة مني بأن ذلك أكثر فائدة وجدوى.
|