ارتفاع درجة الحرارة عند الأطفال (Fever in young Children)
سؤال وجواب
ارتفاع درجة الحرارة أو السخونة (Fever) يعتبر من الأعراض المهمة والتي تسبب القلق عند الأهالي ويأخذها الطيب بعين الاعتبار ولا بد من البحث في أسبابها.
* إذاً ما هو تعريف الحرارة وكيفية قياسها؟
- الحرارة هي ارتفاع درجة حرارة الجسم الداخلية عن المعدل الطبيعي وهو ما بين (4 ،37 درجة مئوية إلى 7 ،37 مئوية) في الأطفال بأقل من 5 سنوات.. ويعتبر الطفل عنده حرارة إذا تجاوزت 8 ،37 درجة وأكثر، وتقاس درجة حرارة الجسم إما عن طريق الشرج وذلك في سنوات الأولى من العمر باستخدام ميزان شرجي ويفضل النوع الزئبقي ويترك داخل الشرج لمدة دقيقتين ثم ينزع ويقرأ ويتم طرح نصف درجة مئوية.
والطريقة الثانية بوضع الميزان تحت الابط ولمدة 3 دقائق مع اضافة نصف درجة مئوية إلى القراءة.
وعندما يتعلم الطفل كيفية وضع ميزان الحرارة بالفم ويكون الطرف المملوء بالزئبق أو المعدني في حالة الميزان الإلكتروني تحت اللسان ويقبض عليه بشفتيه ويترك لمدة 3 دقائق وتكون القراءة كما هي صحيحة.
* لماذا ترتفع درجة حرارة الجسم؟
- في غالبية الحالات ترتفع درجة حرارة الأطفال نتيجة تعرضهم لمرض معدي سواء كان فيروساً أو بكتيرياً وبعد دخول هذه الميكروبات إلى داخل الجسم وتفاعلها داخله ويتم انتاج كميات من البروتينات تسمى (endogenous pyrogen)، وتصل هذه المواد إلى مركز التحكم الحراري بالمخ من خلال الدم الواصل إليه وهذه المواد تؤثر عليه وتؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة.
* هل بالضرورة وجود أعراض مع السخونة؟
- بالتأكيد فوجود أعراض من اليوم الأول مع ارتفاع درجة الحرارة يسهل عملية التشخيص والعلاج، كوجود اسهال وقىء في حالات النزلات المعوية، رشح وكحة وسعال في التهابات الجهاز التنفسي، حرقان في البول مع تغيير في لونة ورائحته كما في التهابات المجاري البولية وصعوبة في البلغ مع تغيير في رائحة الفم وآلام بالبطن في التهابات اللوزتين وقد تظهر الحرارة أولاً ثم تتبعها الأعراض في خلال الفترة من 2-4 أيام، وهذه الحالات تكون بدون أي أعراض وسيتم بالفحص الإكلينيكي والتسرع في التشخيص واعطاء دواء قد يؤخر التشخيص والعلاج وكأمثلة لهذه الحالات:
- الحصبة الألمانية والحمى القرمزية ويظهر الطفح الجلدي الذي يؤدي إلى التشخيص في اليوم الثاني.
- الحصبة العادية ويظهر فيها الطفح الجلدي المميز في اليوم الرابع.
- الطفح الوردي ويظهر فيها الطفح الجلدي بعد نزول الحرارة التي قد تبقى لمدة 5 أيام كاملة.
- الهربس (Herpes) وهو اللتهاب فيروس يسبب تقرحات بالفم وآلام شديدة للأطفال وفقدان الشهية وتظهر التقرحات بعد ظهور الحرارة.
وهناك أمثلة أخرى كثيرة لا يسع المجال لذكرها..
وقد ترتفع درجة الحرارة لمدة 5 أيام متتالية أو أكثر وبدون أعراض واضحة أو نتائج للفحص الإكلينيكي وهذه الحالات لا بد وأن تؤخذ بجدية شديدة ولا بد من عمل فحوصات وتحاليل لاستبعاد الحالات المرضية التي لا تبعد عن نفسها بأعراض واضحة كالحمى الروماتيزمية وحمى التيفود، والحمى المالطية (Brucellosis)، والدرن (في الأماكن الموبوءة)، والملاريا، اللالتهابات المسالك البولية، والتهابات الأغشية السحائية (خصوصاً في حديثي الولادة) إلى جانب وجود بكتيريا بالدم (occult Bactremia) والتهابات أغشية القلب الداخلية (في حالة وجود عيوب خلقية بالقلب).
* هل هناك طرق تساعد على تخفيض درجة الحرارة المرتفعة؟
- نعم ويجب وضع الطفل في غرفة درجة حرارتها مائلة للبرودة. ثم عدم وضع كميات كبيرة من الملابس والأغطية على الطفل حتى تساعد الجسم على التخلص من الحرارة الزائدة.
* عمل الكمادات وذلك بوضع قطع من القماش أو الأسفنج المبلل بالماء (العادي) على الرأس والرقبة والزراعين حتى الكتف والساقين حتى الفخذ وترك الماء حتى يتبخر.
ملحوظة: الماء البارد جداً والثلج يساعد على احتفاظ الجسم بدرجة الحرارة العالية وقد يكون مضراً.
- وضع الطفل تحت الدش (الماء العادي الفاتر) لمدة 5-10 دقائق حتى يغمر الماء أكبر مساحة ممكنة من الجسم.
- مخفضات الحرارة ومن أكثرها أماناً استخدام (الباراسيتامول) كل 4-6 ساعات والجرعة حسب تقدير الطبيب.
- يجب تناول كميات مناسبة من السوائل وخصوصاً الماء قدر الإمكان.
د. خالد كمال محمد
الزمالة البريطانية في طب الأطفال
M-Sc - MRCP
| 
