في البداية اهنئ الدكتور عبدالله الربيعة على منحه الثقة الغالية بتعيينه مديراً للشؤون الصحية بالحرس الوطني وأتمنى له التوفيق والسداد وأن يعينه الله على حمل تلك الأمانة ومن ثم اشير إلى أنني سبق ان قرأت حديثا له حينما كان نائب المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني عن التمريض ومدى حاجتنا إليه قائلاً اننا بحاجة إلى (100) ألف ممرض وممرضة لتغطية الحاجة الفعلية مشيراً إلى أن هناك حلولا قريبة المدى تتمثل بانشاء كليات تمريض في كافة المستشفيات ذات الدرجة الثالثة.
حقيقة انني سبق ان قرأت للدكتور عبدالله أحاديث قبل هذا عن التمريض مما يدل على اهتمامه بهذا الحقل لأنه حقيقة مهم لمساسه بالوطن والمواطن وانني لأسدي له الشكر الجزيل على هذا الاهتمام ولن اكون مادحا لنفسي لو قلت ان التمريض يهمني ربما اكثر مما يهم بعضا من مسؤولي وزارة الصحة الذين وقفوا حجر عثرة في طريق تشغيل او اعادة تأهيل وتشغيل خريجي المعاهد والكليات الصحية الأهلية.. وقد كتبت عن هذا الموضوع عدداً من المرات احداها بصحيفة الجزيرة يوم 16/3/1424هـ وغيرها.. وفيما يبدو ان امنياتي لا تختلف عن وجهات نظر الدكتور غير انني هنا اريد ان اضيف ان المدى الذي اشار إليه الدكتور من (15-20) سنة قد يكون كافيا لاكتفائنا ذاتيا في مهنة التمريض لو وجد لدينا كليات تمريضية على مستوى البكالوريوس في كافة المستشفيات من الدرجة الثالثة لتخريج ممرضات ببرنامج من 4-5 سنوات قد يكون طويلاً جداً خاصة واننا بلد والحمد لله جميع الامكانيات متوفرة لديه حتى الاطباء من اجل التدريس فالمفروض ان تكون لدينا خطة نسميها عشرية تكثف فيها الجهود ويضاعف فيها عدد القبول في المعاهد والكليات التمريضية حالياً فترفع من (3400) إلى (7000) على الاقل ثم تكمل إلى عشرة آلاف بدراسة مسائية ان لم تكن المسائية لتأهيل الكوادر الوطنية الموجودة على رأس العمل كما اشار إليها اخي الدكتور عبدالله ولن تكفينا الخطة العشرية اذا ما اخذنا في الحسبان النمو السكاني الذي لن يقل احتياجه عن (3%) من المائة الف ويمثل (300) ممرض سنوياً (3000) خلال العشر السنوات فقط ان لم يكن اكثر يضاف إلى المائة ممرض.
هذا من ناحية ومن أخرى ارى ضرورة التوسع بالمعاهد الصحية أكثر واكثر وعند الاكتفاء الذاتي نعيد تأهيلهم في الكليات كما كان ذلك حاصلاً في معاهد المعلمين الابتدائية فحينما اكتفت وزارة المعارف سابقا بمدرسي الابتدائي حولت المعاهد إلى كليات متوسطة وبالفعل حلت مشكلة المدرسين للابتدائي بوقت معقول.ومن جانب آخر ادعو مرة اخرى وكما دعا الدكتور عبدالله إلى أن تقوم المستشفيات الكبيرة بايجاد معاهد أو كليات للتمريض تابعة لها لسد حاجتها أولا ثم امداد الجهات الاخرى بالفائض وحتى المستشفيات الخاصة الكبيرة يجب ان تسلك نفس المسلك لعلنا في يوم من الايام نستطيع ان نقول وداعا ايتها الكوادر غير الوطنية ونحس بأن ابناءنا وبناتنا هم الذين يقومون على تمريضنا وما ذلك على الله ببعيد. وبهذه المناسبة اتمنى على الدكتور عبدالله ان يتبنى الاستفادة من خريجي المعاهد والكليات الأهلية الذين رفضت وزارة الصحة قبول تشغيلهم أو تجديد تأهيلهم ثم تشغيلهم ولا اشك في أن هؤلاء ان لم يكونوا على مستوى جيد فبأقل تهذيب لهم وتجديد لنشاطهم وصقل لمواهبهم سيتحملون القيام بواجب التمريض وأجزم ان اسوأهم تحصيلاً سيستطيع تسوية سرير المريض وان يجلس إلى جانب الطبيب لفتح ملف المريض واخذ حرارته وقياس ضغطه واخذ وزنه وكتابة العلاج بأمر الطبيب للمريض وهلم جرا. اعيد واكرر لعل الدكتور عبدالله يكون باب خير لهؤلاء الذين صرفوا آلاف الريالات للحصول على تلك الشهادة ليخدموا بموجبها آباءهم وامهاتهم في المستشفيات وليستطيعوا الحصول على لقمة العيش الحلال وان يربؤوا بأنفسهم عن ان يكونوا عالة على أهليهم وشكرا للدكتور عبدالله مرات ومرات على اهتمامه بالتمريض.. وأسأل الله التوفيق للجميع.
|