توافرت صفاتٌ عديدة في شخص سمو ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود جعلت حُبه قاسما مشتركا بين كل الناس ولا أقول ان ذلك قد انفرد به مواطنو المملكة دون غيرهم إذ كشفت الأحداث الجسام والنوازل العاتية أن لسمو الأمير عبدالله موقعاً مميزاً في قلوب الشعوب العربية التي ترى في شخصه أنموذجاً للقيادة العربية التي جمعت ما بين بداوة الماضي بكل ألقها وتوهجها وطيب نفسها وحرارة قلبها وعشقها للبساطة وعدم التكلف والصراحة والوضوح في طرح الاشياء دون تغليفها بورق النفاق الرمادي، كما جمعت بين متطلبات المرحلة وفقه المعرفة بشؤون ما يجري في الوقت الحاضر والالمام بمستجدات السياسة وقراءة نوايا نظرائه قادة العالم الآخرين والتعامل وفق مجريات الأحداث ومنطق الاشياء الماثلة إضافة لكثير من خفايا وأسرار السياسة التي تحتاج الى معالجة فورية بحزم أو لين، أو تلك التي تتطلب سياسة النفس الطويل بما تحتاج من صبر وجلد كالذي في قامة سمو ولي العهد الأمين.ولأن الادعاء يحتاج إلى دليل فقد نرى النموذج الأول الذي تحدثنا عنه ماثلاً للعيان من كيفية معاملة رجل الدولة والقيادي الذي يُمثل الرجل الثاني على رأس السلطة حينما يلتقي وجرياً على عادته ثلة من أعيان القبائل أو المشايخ في مهمة خاصة أوجموعاً من المواطنين في مجلسه المفتوح بوافر من التلقائية والعفوية ليتقبّل طلبات الرعية وينظر في أعمق قضاياهم الحياتية والأسرية ويوجه بسرعة إنجاز المعاملات المعقّدة على طريقة تسهيل الاجراءات، كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن لسموه قلباً كبيراً استطاع به احتمال المهمة الصعبة والأعباء الثقيلة التي كلفه بها خادم الحرمين الشريفين، وقد كان على قدر كبير من الحب للرعية التي بادلته هذا الحب والوفاء فأصبح سموه أنموذجاً للقيادة الحكيمة التي ينسرب شعاع حبها الى داخل سويداء القلوب كيف لا وقد رأيناه يُجمّل دائماً مساءاتنا الحالمة عندما يُطل عبر الشاشة البلورية في مجلس أعيان أو لقاء قبيلة بطيبة قلبه المفتوح كما بابه على مصراعيه دائماَ، وعندما تلتقي كلمات محبيه مع كلمات سموه تسقط حباتٍ فتهتز القلوب وتنمو سنابل العطاء في مشاتل اللقاء وساحات الفرح.
وفي الجانب الآخر نجد سمو ولي العهد يمشي في المحافل الدولية على بصيرة من أمره عالماً ببواطن الأمور ودهاليز السياسة وقارئا أفكار غيره في العيون بلباقة وذكاء وتوقد ذهن ابن البادية الذي نشأ على الفطرة السليمة ورضع من ثدي الوطنية حتى الثمالة وارتوى بحب أهله ومواطنيه وأهل ملته أجمعين، إذ كم يألم سموه لحال أمته العربية المثخنة بالجراح وهي تلتحفُ اصفرار الكآبة وتتجرع مرارة اليأس وكؤوس الحرمان المترعة وقد بُحت أصوات حروف النداء في حناجرها لتقف وحيدة على رصيف الأيام غائصة في متاهات الليالي تتسلل إلى أعماقها خناجر السهد ينشر أشرعته على صخرة همومها ويسخر بأحلامها، فيضع سمو ولي العهد راية أمته على فناره ويومئ للأيام القادمة أن تفتح أجنحة الأشرعة وينبثق الأمل على يد سموه مثلما يتفتق البرعم الغائب في ليالي الربيع الدافئة لتزهر أحاسيس عطائه تبعث شذاها ومشاعر وفائه تسفح شوقها مما يبعث الروح بالكيان العربي الكبير.عذراً سيدي ولي العهد أبت كلماتي إلا أن تسترخي على أعتاب أصالتكَ ومشارف عظمتكَ، فنحن نرى كل شيء فيكَ يزهر كالمرايا فنفرح بكَ ونهلل لركبكَ الميمون أينما حللت في موسكو أو في ديرة نائية في مضارب البدو أو مسكن سلطان الجمال، فلكَ التحية مع رقيق النسيم وعذب النشيد وعمَّ نهاراً مشرقاً مثلما تستحق.. وعمَّ مساءً متألقاً مثلما يليق بك ولتكن أيامكَ بهجة وتجدداً كما هي روحكَ المشعشعة ضوءاً ومطراً.
ص.ب 340184 - الرياض 11333
|