وعلى سبيل مشروع «القراءة للجميع»، أريد أن أشير، وقد ألمحت من قبل مرات، ذلك أن العناية بأدبنا المحلي في كتب القراءة والمطالعة والنصوص، هزيلة جداً، رغم أننا نزعم ان لنا إنتاجا محليا، وبعضه أو أكثر من البعض متميز، وعلى الأقل أنه يمثل حسناً، لكن ما تقدمه وزارة التعليم وأيام الرئاسة العامة لتعليم البنات لا يكاد يذكر، وهذا تجاهل وإهمال معيب، يحسب على الوزارة وتعليم البنات، وحتى على الجامعات.. وأعود إلى القول: ماذا يقدم لأبنائنا من مواد القراءة «للجميع »؟.. ماذا اختير؟ وماذا سيختار؟ ومن الذين يختارون؟.. إن ذلك يحتاج إلى أنماط قريبة من ثقافتنا المحلية، وليس إلى أكاديميين أو موظفين في الوزارة يوكل إليهم هذا المشروع المهم كيفما اتفق ، هذا العمل أيها السادة يحتاج إلى مختصين ذواقة، قريبي الحس من الأدب، وليس عملاً مكتبياً في وظيفة عابرة، يؤدى على نحو ما، فاتقوا الله في أعمالكم، وأعطوا القوس باريها! انها أمانة ومسؤولية، تحتاج إلى الاخلاص وإلى الاختصاص والاجادة والقدرة!
* أجد في المنشور، أن مكان تنفيذ مشروع «القراءة»: «المكتبات العامة حكومية وأهلية ، مكتبات الكليات، المكتبات المدرسية مدارس البنين والبنات مراكز مصادر التعليم ، وغيرها من المكتبات الأخرى والمراكز الثقافية والرياضية والتجارية، المكتبات المتنقلة، في أرامكو ودور النشر، وسائل الإعلام المختلفة».
* ومرة أخرى أتساءل: كيف ومتى؟ وهل كما قيل أيام معدودات في السنة فقط، وأقول انه جهد ضائع «غير مجدٍ » ويبدو أن وزارة التربية والتعليم، تقدم ما يشبه الأحلام «مشروعاً»، ليس أكثر من هيكل وهو لا يغني فتيلاً، ونحن نريد شيئا ذا ديمومة جاداً نافعاً له ثمر، وليس حبراً على ورق!
* ومن برنامج الوزارة: «تنظيم برامج تدريب لأمناء المكتبات العامة والمدرسية وغيرها من مصادر المعرفة الأخرى في مجال خدمات المعلومات.. إلخ» وأتساءل في حيرة: هل الطالب والطالبة اللذان عليهما من تكدس منهج سنة دراسية «19» كتاباً في شتى الفنون والعلوم عندهما لحظات وهما مهمومان ، يستطيعان فيها ان يقرآ ويستوعبا؟.. أقول إن ذلك مستحيل!
* ولو كان لي من الأمر شيء، لاختصرت المقرر المدرسي إلى تسع مواد مثلاً ، يستوعبها الطالب والطالبة، وينجحان فيها ويأتيان بمجموع جيد، بدل هذا الحشو الذي لا يقدر عليه حتى أولي العزم من الأذكياء من الجنسين!.. إن وزارتنا الجليلة، حينما تقرر هذا الركام «المعجز»، لا تدرك أنها أشبه بالذي يحرث في البحر، وهي مسؤولة عن تأخر مسيرة التعليم، أمام الله وأمام الدولة، لأنها تحمّل الطالب والطالبة ما لا يطيقان، والله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز:
{لا يٍكّلٌَفٍ اللَّهٍ نّفًسْا إلاَّ وٍسًعّهّا}.
|