* واشنطن - دمشق الوكالات:
بعد أيام من الغارة الإسرائيلية في عمق الأراضي السورية جددت الإدارة الأمريكية اتهام سوريا بتهديد جيرانها واعتبرت حيازة دمشق لأسلحة دمار شامل مزعومة أمراً خطيراً فيما رفضت التعليق على امتلاك إسرائيل ترسانة أسلحة دمار.
ففي الموجز الصحفي اليومي قلل ريتشارد باوتشر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية من الرد السوري الغاضب على موافقة لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب الأمريكي أمس الأول على مشروع قانون يسمى «قانون محاسبة سوريا وسيادة لبنان» يتضمن سلسلة من العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية ضد دمشق ما لم ترضخ سوريا لستة مطالب أمريكية.
وقال باوتشر «نحن لا نعتقد أنه من التطرف أو من غير المنطقي أو من سبيل التغطرس المطالبة بوقف الإرهاب، أو وقف مساندة الجماعات التي لا تحمل هدفا سوى قتل الناس وتقويض العملية الرامية إلى تحقيق السلام في المنطقة».
وأضاف باوتشر أنه ليس من التطرف المطالبة بالتقيد بالمعايير الدولية فيما يتعلق بتطوير أسلحة الدمار الشامل أو تهديد الدول المجاورة، مشيراً إلى أن بيت القصيد هو مدى استعداد سوريا إلى التقيد بتلك المعايير من أجل الإسهام في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والتوقف عن مساندة الجماعات الساعية إلى تقويض الاستقرار بالمنطقة.
وعندما سُئل المتحدث الامريكي عن هوية الدول التي تزعم واشنطن أن سوريا تهددها قال «ان حيازة أسلحة دمار شامل في منطقة متوترة مثل تلك يعد أمراً خطيراً بكل وضوح».
وكان السؤال التالي هو ما إذا كانت إسرائيل طبقا لهذا المبدأ تمثل تهديدا لجيرانها بسبب حيازتها أسلحة دمار شامل.. ورد باوتشر بالقول «لا يوجد لدى أي تعليق على ذلك».
وأضاف «إسرائيل لديها الحق في الوجود، إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها ونحن ما زلنا نرى ذلك باعتباره أمراً أساسياً لسياستنا».
وعما إذا كان لسوريا نفس الحق أجاب المتحدث الأمريكي «بالتأكيد» واستدرك قائلا إنه توجد معايير دولية تتعلق بحيازة الأسلحة البيولوجية والكيماوية والنووية وأن واشنطن تشجع دائما جميع من في المنطقة للتقيد بتلك المعايير والانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي.
وفي دمشق خرج المئات من المواطنين السوريين ينتمون إلى الأحزاب والمنظمات الشعبية في مظاهرة مساء الخميس في أول رد فعل شعبي سوري على قانون محاسبة سوريا والقصف الإسرائيلي للأراضي السورية.وجابت المظاهرات الشوارع الرئيسية بالعاصمة دمشق مروراً من أمام البرلمان السورى ووصولاً إلى ساحة الشهيد يوسف العظمة وهي تندد بالقرار الامريكي الذي يقضي بفرض عقوبات اقتصادية على سوريا.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات «سوريا لم ترهبها العقوبات» الرد على العدوان المقاومة هي العنوان «نستنكر بشدة العدوان الإسرائيلي على سوريا ولبنان وعبارات أخرى تؤكد أن سوريا لن تخضع لمثل هذه التهديدات».
كما حرق المتظاهرون العلمين الامريكي والإسرائيلي معبرين عن غضبهم وسخطهم الشديد على السياسات الامريكية المنحازة لإسرائيل.
وأكد المشاركون في المظاهرة أنه لا يحق لأمريكا أن تقرر لسوريا ما تفعله وأن الامريكان يتحدثون علنا على أن سوريا دخلت في الأجواء التي ستمهد لمواجهة ستفرض عليها.
|