* غزة - رفح - الوكالات:
اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الجمعة مدينة رفح بأكثر من 100 آلية ودبابة تساندها المروحيات الإسرائيلية تحت قصف عنيف بالرشاشات الثقيلة لمنازل المواطنين الفلسطينيين مما أوقع 7 شهداء بينهم طفلان و40 جريحاً من بينهم 16 فلسطينياً حالتهم خطيرة.
وأعلن مصدر طبي فلسطيني مقتل ستة فلسطينيين بينهم طفلان وجرح أربعين آخرين صباح أمس الجمعة برصاص وقذائف أطلقها الجيش الإسرائيلي خلال عملية التوغل التي ما زالت مستمرة في رفح جنوب قطاع غزة، دمر خلالها عدة منازل. وقال المصدر نفسه ان فتى فلسطينياً لم تعرف هويته «استشهد إثر إصابته مباشرة بقذيفة دبابة إسرائيلية في رأسه في منطقة يبنا».
والطفل الثاني يدعى ابراهيم القريناوي «ثمانية أعوام» استشهد بإصابته برصاص في البطن وشظايا في الرأس. وكان هذا المصدر أعلن ان أربعة فلسطينيين آخرين هم نادر سليم أبو طه «22 عاماً» ومحمد عبد الوهاب «23 عاماً» وعلاء نعمان منصور «33 عاماً» استشهدوا خلال عملية التوغل.
وأوضح المصدر نفسه ان أربعين فلسطينياً جرحوا في العملية التي شملت جزءاً كبيراً من مدينة ومخيم رفح للاجئين الفلسطينيين، بينهم تسعة معظمهم من النساء، أصيبوا بشظايا صاروخ اطلقته مروحية هجومية إسرائيلية على منازل فلسطينيين في منطقة يبنا في المخيم.وأشار المصدر نفسه إلى ان «عدد الجرحى ارتفع إلى أربعين بينهم 16 في حالة خطيرة واثنان في حالة حرجة جداً».
وقال ناطق باسم الأمن العام الفلسطيني ان الجيش الإسرائيلي «مدعوم بأكثر من مئة دبابة وآلية عسكرية وبغطاء من مروحيات توغل في عدة مناطق في رفح حيث قام بتدمير عدد كبير من منازل المواطنين».
وأكد ان القوات الإسرائيلية توغلت من ثلاثة محاور في مناطق البرازيل ويبنا وتل السلطان وبوابة صلاح الدين وجميعها محاذية للشريط الحدودي مع مصر، موضحاً ان القوات الإسرائيلية توغلت مسافات «تتراوح بين 300 و1700 متر» في عمق أراضي السلطة الفلسطينية.
وقال مصدر أمني فلسطيني ان الجيش الإسرائيلي «هدم بواسطة الجرافات عدداً كبيراً من المنازل (دون تحديد عدد) خصوصاً في منطقتي يبنا والبرازيل».
وأضاف ان الجيش الإسرائيلي الذي بدأ عمليته هذه ليل الخميس الجمعة شرع بتدمير منازل في منطقة بلوك «ج» السكنية في مخيم رفح.
وذكر مصدر عسكري إسرائيلي ان الجيش الإسرائيلي شن هذه العملية لتدمير إنفاق حفرت تحت الحدود بين مصر وقطاع غزة وتستخدم لتهريب أسلحة بينما تحدثت الإذاعة الإسرائيلية عن محاولة كان يقوم بها مهربون لنقل قذائف كاتيوشا وصواريخ مضادة للطائرات من طراز «ستريلا».
وقال ضابط إسرائيلي في المكان ان العملية تشارك فيها كتيبة من المشاة من النخبة ووحدات هندسية ودبابات ومروحيات قتالية، موضحاً ان العسكريين الإسرائيليين يواجهون «مقاومة ضارية» من جانب فلسطينيين مسلحين.
وقال شهود عيان فلسطينيون ان قوات الاحتلال توغلت في أكثر من موقع في محافظة رفح جنوب قطاع غزة من محورين أولهما عن طريق معبر رفح نحو «يبنا».. والثاني عن طريق مستوطنة موراج حتى تل السلطان وتل زعرب وحي الشعوت وذلك تحت غطاء من الطائرات المروحية التي فتحت نيران أسلحتها الرشاشة من العيار الثقيل صوب المواطنين ومنازلهم.
وأشارالشهود إلى أن دبابات قوات الاحتلال حاصرت منطقة تل السلطان .. في وقت أطلقت فيه الطائرات نيرانها وقنابل الغاز صوب المواطنين ومنازلهم في البرازيل ويبنا وتل السلطان والجنينة.
وأضافوا أن قوات الاحتلال أخرجت عدة عائلات من منازلها وحولت هذه المنازل إلى ثكنات عسكرية لقنص المواطنين ودمرت عدداً من المنازل وطاردت الأطفال في الشوارع وسط مقاومة عنيفة من المواطنين بكل ما يملكون من وسائل دفاعية بسيطة.
من جهة أخرى دانت السلطة الفلسطينية أمس الجمعة العملية الإسرائيلية العسكرية في رفح معتبرة انها «جريمة حرب وكارثة انسانية» تستدعي تدخلاً دولياً عاجلاً.ودان نبيل أبوردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات «بشدة جرائم الحرب الإسرائيلية»، وحمل حكومة إسرائيل مسؤولية «هذه الكارثة الانسانية الكبرى والنتائج المترتبة عليها».ودعا المجتمع الدولي وخصوصا اللجنة الرباعية ومجلس الأمن الدولي إلى «التدخل الفوري والعاجل لوقف التصعيد العدواني الإسرائيلي بأشكاله وهذه الجرائم الفظيعة».
|