* بغداد - بعقوبة - الوكالات:
قال الجيش الأمريكي امس الجمعة ان جنديين امريكيين قتلا واصيب أربعة بجروح مساء الخميس عندما وقعت دوريتهم في كمين نصب لها في منطقة شيعية فقيرة في شمال شرق العاصمة العراقية بغداد.
وقالت متحدثة باسم الجيش الأمريكي انه نصب كمين لجنود من الفرقة المدرعة الاولى اثناء دورية حراسة في شوارع مدينة الصدر التي يزيد عدد سكانها على مليون شيعي في شمال شرق بغداد.
وقال سكان محليون ان عراقيين على الاقل قتلا في معارك بالاسلحة مع القوات الأمريكية التي قامت بتمشيط المنطقة بمساعدة طائرات هليكوبتر خلال الليل بعد الكمين.
ووقعت الدورية الأمريكية في الكمين حوالي الساعة الثامنة من مساء الخميس «الساعة 1700 بتوقيت جرينتش» في مدينة الصدر ببغداد واعلنت ميليشيا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مساء الخميس ان تبادلا لاطلاق النار وقع بين عناصر الميليشيا وجنود أمريكيين مما ادى الى سقوط قتيل وجريحين من عناصر «جيش المهدي» في الحي.
وقال احد عناصر هذه الميليشيا طلب عدم كشف هويته ان «دورية عربات مدرعة امريكية دخلت مدينة الصدر عند الساعة 00 ،19 بالتوقيت المحلي (00 ،16 ت غ) ووقع اشتباك مع «جيش المهدي» اوقع قتيلا وجريحين بين عناصر الميليشيا» في الحي.
ولم يذكر الجيش الأمريكي شيئا عن الاشتباكين.
وفي المساء دعت مكبرات صوت عناصر الميليشا الشيعية «المسجلين» الى الالتحاق بمسجد الدجالي وحراسة مداخل المنطقة.
وشاهد مراسل وكالة فرانس برس مجموعات من العراقيين مسلحين برشاشات يراقبون الشوارع ومختلف مداخل الحي مانعين السيارات من الوصول الى مكتب مقتدى الصدر الذي يقوم مقام «بلدية» شبه رسمية في هذا الحي الشعبي.
وأقام الجنود الأمريكيون حواجز في حين حلقت مروحياتهم فوق المنطقة، حسبما افاد شهود عيان. وهي اول مواجهة كبيرة بين الشيعة والجنود الأمريكيين في بغداد. ويدين مقتدى الصدر وانصاره الاحتلال الأمريكي.
من جهة اخرى اصيب أربعة من رجال الشرطة العراقية بجروح في هجوم بقنبلة يدوية ليل الخميس الجمعة قرب بعقوبة، حسبما افاد امس الجمعة احد الجرحى بينما تحدث شاهد عن اعتقال القوات الأمريكية 15 شخصا في المدينة التي تبعد ستين كيلومترا شمال شرق بغداد.
واكد حسين علوان (28 سنة) «ان مجهولين القوا قنابل يدوية على مركز شرطة مدينة العظيم (شمالي بعقوبة) حوالي الساعة 30 ،00 بالتوقيت المحلي (30 ،21 تغ) أصابت أربعة شرطيين بجروح»، بدون أي تفاصيل.
من جهة اخرى قال شاهد عيان من سكان المدينة ان الجنود الأمريكيين قاموا بعمليات تفتيش اعتقلوا خلالها 15 شخصا.
وقال عامر طلال (22 سنة) ان الجنود الأمريكيين قاموا بعمليات تفتيش قبيل فجر امس الجمعة في المفرق غرب بعقوبة حيث اعتقلوا 15 شخصا. ولم تعرف اسباب الاعتقالات.
ومنذ ان اعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في العراق في اول مايو ايار قتل 94 جنديا امريكيا في العمليات.
ويؤكد العنف على المشاكل التي تعاني منها واشنطن في اشاعة الاستقرار في العراق في مواجهة حرب عصابات وغياب للقانون وتوترات عرقية وطائفية.
وتعرضت جهود الولايات المتحدة لاجتذاب دول اخرى للمساعدة في تحمل اعباء حراسة وإعادة اعمار العراق للعديد من الانتكاسات، وصوت برلمان تركيا هذا الاسبوع بالموافقة على ارسال جنود لكن مجلس الحكم في العراق قال انه يرفض وجود أي قوات من دول مجاورة على الاراضي العراقية.
ويجري مجلس الحكم في العراق والادارة الأمريكية التي عينت اعضاء المجلس محادثات في محاولة لحل أخطر خلاف منذ تشكيل المجلس لكن دون نجاح حتى الآن.
وتأمل الولايات المتحدة في نشر عشرة آلاف جندي تركي في العراق لكن هذا الاجراء مثير للجدل بسبب عداء اكراد العراق لتركيا. وقالت الصحف التركية ان
واشنطن دخلت في خلاف ايضا مع انقرة بشأن ما اذا كان يمكن نشر جنود اتراك بالقرب من مناطق كردية.
وتسعى الولايات المتحدة الى استصدار قرار جديد من مجلس الامن يعطي تفويضا اشمل من الامم المتحدة في العراق على امل ان يقنع هذا القرار مزيدا من الدول لتقديم قوات واموال، لكن الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان قال ان المنظمة العالمية لا يمكنها القيام بدور سياسي في العراق وفقا للشروط التي تريدها واشنطن.
|