حبيبنا لك في البأساءِ مُدَّخَرُ
من الثواب.. وعُقبى الصبر من صبروا
ما مسَّ جسمَك بأساء.. ولا ألم
إلا ليَعظُم أجر سوف يُدَّخَرُ
يكسوك ثوب الرضا أجراً وعافيةً
عند الذي ليس يخشى ظلمه بشر
لك القلوب معينُ الحب يُنعشها
إذا رأتك لباسَ البُرءِ تأتزر
في قربك القلبُ دفءُ الحب يُؤنسه
وإن نأى.. فله في الحب مدَّكر
تعيش بين حناياه.. وتسكنه
محبةً.. يا أبا الحب الذي خَبَروا
عثمان.. يا والدي.. عند اللقاءِ سرى
ما اغرورقَ العينَ واستعشى به البصر
وكاد يسبق دمعي أحرفي فرحاً
لما رأى عارض البأساءِ ينحسر
ألقى عليك عظيمُ اللطف.. عافيةً
بإذنه.. لن يُرى من بعدها كدر
يا والدي.. سوف يأتي في غدٍ فرج
وتلتقيك وجوهٌ.. حبها قدر
ويلتقي منتداك الرحبَ ذو أدب
وذو النُّهى.. وقلوب حولكم كُثُرُ
في منتدى فيه للأفكار ما عَرَفَتْ
أحلامُ من في هوى ناديك قد أُسروا
ألحب ناداهمُ والشوق جَمَّعهمْ
حديثهمْ كالشذى بالطيب ينهمر
من كل من زانت الآداب حكمته
وكم إليك ذوو الألباب تَبْتَدِرُ
فطاب ناديكمو واخضرَّ موسمه
وأيْنَعَتْ أحرف قد آدها الثمر
فما ألذَّ حديثاً منك أَعْهَدُهُ
وما ألذَّ.. زماناً.. فيك يُخْتَصَرُ
تُضيءُ دارةَ عزّ أنت زينتها
ويلتقيك بها أحبابُكَ الغُرَرُ
يأتي بك الله.. ملء السمع محتسباً
في جنبه ما تلاقيه وما تذر
قريرَ عينٍ.. بما آتت يداك غداً
وفي حياتك تجني بِرَّ من شكروا
يا والدي.. طبت في حِلً وفي سفر
وطاب عمرك.. ما مَدَّت لك العُمُرُ