** ليس أسوأ من التنكر «للوطن» الذي أعطى لأبنائه الخير والأمان والحب وفرص العلم والعمل؟!.
إنه لا يزعج المواطن مثل أن يجد من لا يعترف بفضل وطنه، ويتنكر له.
بل كم يؤلمك عندما تجد من «بعض رجال الأعمال» من يقدم مصلحته الشخصية على مصلحة وطنه، أو يدعي أن فرص النجاح ليست موجودة على أديم أرضه، وهو الذي نجده بنى لحم أكتافه، ورفع أرصدته وملايين أمواله من خيرات أرضه ومع هذا نجد البعض - وأؤكد - البعض من رجال الأعمال يتشدق على آرائك المجالس وفوق صفحات الصحف على أن هذا الوطن لا يوفر فرص الاستثمار، وإذا ما وفرها فهو يحيطها بالكثير من التعقيد والروتين والتنفير.. ولهذا تجده يكيل عبارات الثناء على بعض الدول وتشجيعها للاستثمار، بل ويهدد بنقل استثماراته إليها..!
ترى إلى هذا الحد يتنكر أمثال هؤلاء وهم أعلم من غيرهم بما قدمه لهم وطنهم من أراضٍ وقروض وفرص وحفز وتشجيع، ولولا كل ذلك لما أصبحوا رجال أعمال يشار إليهم وإلى أرصدتهم بالبنان!.
ترى هؤلاء الذين يهددون بنقل مناشطهم إلى دول أخرى.. لو أن هذا الوطن تنكر لهم، أو حتى رفض تصدير منتوجاتهم من الدول التي يريدون أن ينقلوا نشاطهم التجاري أو الصناعي إليها.. ترى ما نتيجة ذلك عليهم.. إنهم ولا جرم سيكونون أول المفلسين!.
***
وسؤال آخر!.
لماذا تَشْكُ أغلبية زملائهم من رجال الأعمال مما شكوا منه، فنراهم يعملون ويتوسعون في نشاطاتهم واستثماراتهم ويحققون النجاح تلو النجاح، فيفيدون أنفسهم وينفعون وطنهم وأبناء وطنهم!.
إن المؤلم أن يكون السبب في أن بعض هؤلاء من رجال الأعمال الشاكين غير الشاكرين أنهم إنما هددوا بالهروب باستثماراتهم عندما احتاج إليهم وطنهم في توظيف أبناء وطنهم، فرأوا أن يغردوا خارج السرب، وأن يذهبوا إلى بلدان لا تطالبهم بتشغيل مواطنيهم وأبناء ترابهم!.
إنه العقوق ليس إلا!.
ذلك أن حجة عدم «تشجيع على الاستثمار في المملكة ووضع العراقيل» حجة لا دليل لهم عليها والحكيم يقول:
«والدعاوى ما لم يقيموا عليها
بينات أصحابها أدعياء»
إن العكس هو الصحيح..
فها هو رجل أعمال ومستثمر ناجح ينفي هذه التهمة التي يتشدق بها بعض رجال الأعمال إنه د. سليمان بن عبدالعزيز الحبيب، إذ يقول في حوار نشرته صحيفة «الوطن» بتاريخ 11/6/1424هـ عندما سأله المحرر هل حصلتهم على تسهيلات للاستثمار «في الخارج» تفوق ما تحصلون عليه هنا؟ فأجاب إجابة المواطن المحب لوطنه ورجل الأعمال الصادق بكلامه: «بالعكس.. وزارة المالية السعودية تمنح قروضاً تبلغ نسبتها 50% من قيمة المشروع يتم سدادها على مدى 20 سنة دون فوائد، وهذا غير موجود هنا «أشار إلى البلد الذي يستثمر فيه بعض رجال الأعمال السعوديين» كما أن بعض المشروعات الطبية في السعودية حصلت على أراض من الحكومة بالمجان».
فيا بعض رجال الأعمال وطنكم أولى بكم وباستثماركم، وهو الباقي لكم، والاستثمار فيه الضمان والخير لكم ولو وُجدت بعض العقبات والعراقيل فعلاجها لا يكون بالعقوق والهروب.. بل بالصبر والسعي إلى حلها وتذليلها.
أخيراً..
أقول لأمثال هؤلاء: ما هكذا الوفاء لهذا الوطن الذي أغناكم - بتوفيق الله - بعد فقر، وأعطاكم بعد احتياج، وجعل أسماءكم وأرصدتكم ومشاريعكم حديث القاصي والداني!.
حفظ الله هذا الوطن وأكثر سواد شاكريه، ورد الله غربة شاكيه!.
***
آخر الجداول
* للشاعر : محمود غنيم