منذ أن عرفت نفسي وأنا هارب من حاضري إليك.. تحملني خطى أحلامي على رصيف من الأماني.. وتهيئ لي مكاناً عندك أين منه مكان الثريا!!..
وانتظرتك وحيداً تثيرني لوعة الأمس وتؤرقني غربة اليوم.. انتظرتك وعلى شفتي بقايا ابتسامة أذابها التعب.. وبقايا آمال دوت ولما تترعرع بعد.. وتبعثرت خطاي في كل مكان نهتف باسمك وتبحث عنك..
واليوم -اسمح لي ياغدي- أن أقدم رفضي المهذب لمجيئك.. بعد أن التهمت الحقيقة كل ثقتي فيك.. وتحولت كل آمالي إلى رماد.. وأصبح انتظاري لك نوعا من الانتحار.. ففي خطواتك تفوح رائحة الموت..
وفي ملامحك يلوح موكب من الضياع.. ألا ليت الزمن يطويك من صفحته!!
قبل أن تقرع يدك.. بابي.. وياليت القدر يترعك من أيامي قبل أن يشرق صباحك على شرفتي الساهرة.. على أصداء حزني.
أوليتني كنت اللحظة الآفلة مع الغروب.. حتى لا أراك..
وإني لأسألك: ماذا ستجد عندي يا ترى؟؟
ففي سنوات عمري.. الصدئة.. تكثر الجراح ويصعب العزاء.. وفي سمائي انطفأت كل المصابيح.. حيث لا بديل سوى الظلام..
إنني أشفق عليك.. وأتوسل إليك أن تظل .. «الغد» الذي لا يأتي أبداً!!.
|