في مطلع العام الدراسي الجديد كثير من الطالبات والطلاب ترتسم على قسمات وجوههم آثار السهر من مؤثرات الاجازة التي ادت الى تراجع عملية الاستيعاب والاستذكار.. واقبل المعلمون والمعلمات ببذل العلوم.. ومنح الخبرات ليتراجع الذهن عن قصور ألمَّ به.. وتدريجياً بدأ أولادنا من بنين وبنات بالتعود وشحذ الهمة الفكرية ومقاومة سلبيات السهر.. وبما ان ضيفاً عزيزاً سيحل علينا نحن المسلمين نترقبه كل سنة بشغف وفرح لما له من فضل عظيم في ميزان المسلم وفي قوة جمال التنافس على الطيبات من الاعمال ولما له من الآثار الحسنة الصحية والنفسية والاجتماعية التي لا تخفى على كل ذي لب.. ولكن ما يقلق الجميع هو تأخير توقيت دوام شهر رمضان المبارك عن المعتاد.. والضرر الذي يعود على الآباء والموظفين والطلبة من تغيير التوقيت واختلافه.. والفئة الأخيرة هم الأكثر ضرراً.
فالتوقيت الخاص بشهر رمضان مؤشر قوي للعودة مرة أخرى الى السهر وما يصاحبه من توزيع للوقت بين الفضائيات والتسكع في الاسواق.. وما لا يرضي الله سبحانه وتعالى.
فبهذا نكون ساهمنا بتنامي ظاهرة السهر والعودة الى سلبيات الاجازة.. والضرر الذي يعود على الآباء نظرا لتفاوت الدخول والانصراف بين مدارس البنين والبنات وخاصة لمن لديه ابناء في مدارس مختلفة.. فاختلاف التوقيت يربك الآباء والحل هو التوقيت الزمني والابقاء عليه كما هو.
والموظفون اذا كان دوامهم متأخرا فهو يدفعهم لا شعورياً لقراءة الصحف.. وتبادل الحوار وتجاذب الاحاديث خاصة بعد صلاة الظهر لما ارتبط في اذهان الكثير من ان فترة ما بعد الظهر للاعمال البسيطة.. مما يفوّت انجاز الكثير من معاملات الآخرين وبالتالي اعانتهم على مظاهر الكسل والتهاون في اداء الاعمال وكذلك الضرر يشمل المرأة العاملة وما يقع على عاتقها من مسؤوليات مزدوجة تجاه خدمة وطنها ومتطلبات بيتها وأسرتها.. والتأخير في التوقيت يضيّع عليها ساعات من الوقت كان الأجدى استغلاله بالمفيد لدينها ودنياها واين نحن من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «بورك لأمتي في بكورها».. وكذلك حثه عليه الصلاة والسلام على أهمية القيلولة فترة الظهر.. وسبحان الله ما دعا ديننا لشيء الا فيه الفضل لدنيانا وثبت طبياً ان القيلولة وان كانت لمدة عشر دقائق كما ذكرت الجزيرة في احد اعدادها السابقة فيها من الفائدة ما يجدد نشاط الانسان وذهنه بإذن الله تعالى ويقضي ما تبقى من ساعات اليوم في حيوية وعمل وعبادة لذا نأمل من المسؤولين النظر لمواعيد رمضان بما يحقق المصلحة للجميع.
سارة السلطان |