ألقت الولايات المتحدة بكلِّ ثقلها لدعم إسرائيل في اعتداءاتها على سوريا ولحمايتها من الإدانة من خلال مشروع قرار مجلس الأمن.
فتوقيت التهديد بالعقوبات ضد سوريا يأتي عقب الضجة التي أحدثها العدوان الإسرائيلي على سوريا وتحرك دمشق باتجاه صدور قرار من مجلس الأمن بإدانة اسرائيل، ومن ثم فقد تواترت الضغوط على سوريا لحملها على وقف جهودها في مجلس الأمن أو تعديل صيغة القرار بحيث تأتي مخففة على إسرائيل.
كما أن العملية التي بدأت في الولايات المتحدة لفرض عقوبات على سوريا قصد منها دعم الحجج الإسرائيلية الواهية بأن سوريا تدعم الإرهاب وذلك في إطار جهد منسق بقصد إنزال العقاب فعلاً بسوريا فيما يجري التهديد بإنزال المزيد من العقوبات بها وهي هنا تجارية في الغالب.
وعلى الرغم من أن حجم التجارة بين سوريا والولايات المتحدة ليس كبيراً إلا أن المقصود هو الأثر السياسي والنفسي بإظهار سوريا وكأنها ملاذ للإرهابيين أو مؤيِّدة لهم من أجل تدعيم العدوان الإسرائيلي الذي تم والخطط الأخرى بشن مزيد من الغارات وإرسال رسالة إلى الآخرين في المنطقة الذين يعارضون السياسات الإسرائيلية.
هذا التحرك الإسرائيلي الأمريكي ضد سوريا يستهدف من جانب آخر صرف الأنظار عن الفشل الأمريكي في دفع خطط السلام وتغطية الإحجام الإسرائيلي عن التعاطي مع خطط السلام.
وفي المنظور الإسراتيجي الاسرائيلي يظل التوتر مطلوباً في كل الوقت لإحباط جهود السلام ولإعطاء الأولوية للغة السلاح التي تضمن لإسرائيل الحفاظ على ما سرقته وما اغتصبته من أراضٍ عربية.
|