* الرياض الحميدي الحربي:
الإبل من أهم الثروات الحيوانية في بلادنا.. ولها في قلوب أبناء هذا الوطن مكانة خاصة توارثوها جيلاً بعد جيل.. ولا يفوق مكانة الإبل في قلب العربي إلا الخيل التي قالوا عنها في الأمثال «الخيل عز للرجال وهيبة» وذكرها ربنا عز وجل في القرآن في مواضع كثيرة.. وقال عنها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم «الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» كل هذا وصور أخرى عن الإبل تزاحمت في ذهني وأنا أعبر الطريق من الرياض عاصمة بلادنا الحبيبة إلى مركز تبراك حوالي 100 كم غرب مدينة الرياض ومعي الزميل المصور فتحي كالي الذي لا يعرف عن الإبل إلا ما تلتقطه «كاميرته» ولهذا فقد شغلت بأفكاري وحدي إلى أن فاجأني قائلاً بلهجته الفلسطينية التي احتفظ بها رغم ابتعاده عن فلسطين لأكثر من أربعة عقود «لك شوف.. شوف» وهو يشير إلى يمين الطريق فالتفت فإذا أنا بجمع غفير من الناس والإبل قد امتد إلى ما يقارب أربعة أكيال شمال الطريق عندها أدركت أنني قريب من المكان الذي أريده وهو «مزرعة نوفا» حيث تقام الاستعدادات لإقامة المسابقة الرابعة «لمزايين الإبل» التي يمولها ويرعاها سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير.. حيث هو صاحب الفكرة التي لم يسبق إليها في هذا المجال إذ أقام المسابقة الأولى عام 1415هـ في «أم رقيبة» في الشمال الشرقي لمنطقة الرياض وقد شارك في تلك المسابقة 1745 رأساً من الإبل وكانت الجوائز «25» سيارة لأصحاب الإبل الفائزة.
وأقيمت المسابقة الثانية عام 1421هـ وخصصت «لفحول الإبل» أو الجمال وقد شارك فيها «600» جمل وبنفس الجائزة «25» سيارة أما المسابقة الثالثة فقد أقيمت عام 1422هـ وكانت لملاك الإبل من آل سعود وخصصت لأهل الإنتاج أي من يملك إبلاً توالدت وهي في ملكيته والجائزة الرابعة هي التي ستقام الأسبوع القادم.
وقد حدثنا عنها سمو الأمير سلطان بن سعود بن محمد رئيس لجنة التنظيم في المسابقة قائلاً بعد أن أثنى على جهود سمو الأمير سلطان بن محمد في كل المجالات الإنسانية: إن هذه المسابقة هي الرابعة وقد بذل سمو الأمير سلطان بن محمد لإنجاحها الكثير من المال والجهد والهدف منها المحافظة على الثروة الحيوانية ومساعدة ملاك الإبل على ذلك وقد رفض سموه شراء أي من الإبل التي تشارك في المسابقة أو قبولها كهدية وأكد على ذلك لأن الهدف هو خدمة الجميع.
وأضاف سمو رئيس لجنة التنظيم قائلاً: وبما أن الهدف هو منح الجائزة لمستحقها وهو صاحب الإبل الأفضل فقد خصص لجاناً للقبول المبدئي وللتسجيل بعد القبول وروعي أن تكون حمولة السيارة الصغيرة المخصصة لنقل الإبل ثلاثة رؤوس فقط والسيارة الكبيرة سبعة رؤوس ولن تقبل أي حمولة زائدة أو إبل لا تنطبق عليها شروط المسابقة و أهم تلك الشروط ما يلي:
1- أن لا يكون على الناقة أكثر من «وسم» مما يؤكد بأنها من الإنتاج وليست مشتراة من السوق حديثاً.
2- لا تقبل أي ناقة أو مجموعة من الإبل لا تنطبق عليها أدنى الشروط المعروفة لجمال الإبل.
3- خصصت أيام الأحد.. والاثنين.. والثلاثاء من الأسبوع القادم للقبول ويوم الأربعاء من نفس الأسبوع وهو يوافق 19/8/1424هـ خصص للتحكيم.
وأضاف سمو الأمير سلطان بن سعود بن محمد رئيس لجنة التنظيم أن هناك خمسة محكمين من المشهود لهم بالنزاهة والمعرفة الدقيقة لأوصاف الإبل وسيسجل التحكيم في «الكمبيوتر» ليتم فرزه فيما بعد ومراجعة المحكمين كل في «الكرت» المخصص له أثناء الاختيار لأجمل الإبل.
وقد قسمت الإبل في هذه المسابقة إلى خمس مجموعات هي: المجاهيم.. الوضح.. الصفر.. الشعل.. ومجموعة الشقح والحمر.
ولم يصرح رئيس لجنة التنظيم بمبلغ الجائزة وإن كان ألمح إلى أنها لن تكون أقل من الجوائز السابقة وأضاف لقد تم الإعداد لهذه المسابقة منذ فترة طويلة من حيث التنظيم واستقبال المشاركين والضيوف حيث خصص لهذا أكثر من مائة وخمسين شخصاً لديهم الخبرة والاستعداد التام.
كما أضاف بأن يوم الثلاثاء سيكون مسموحاً للجمهور زيارة الموقع ورؤية الإبل المشاركة في المسابقة.
نوفا.. والسوق الشعبي
في طريق العودة أصر الزميل فتحي كالي على تصوير السوق الشعبي الذي أشرت إليه في بداية حديثي وقد تجولنا فيه ونقل بكاميرته بعض المشاهد التي توضح بأن هذه المسابقة قد أفاد بها فئات أخرى غير ملاك الإبل، حيث اجتمع فيه كثير من الباعة لمختلف السلع وإن كان أكثرها الإبل.. والأعلاف وما يخص الإبل من المشغولات مثل «الخرج والمسامة» وغيرهما.
ونتوقع أن يزداد عددهم في الأسبوع القادم مع بداية المسابقة وكثرة زائريها والمشاركين بها.
لقطات من الاستعدادات
- لجنة التنظيم مكونة من عدد من الإعلاميين وأصحاب الخبرة في الإبل برئاسة سمو الأمير سلطان بن سعود بن محمد.
- اللجنة الإعلامية المسؤول عنها الزميل فوزان الماضي وقد بذل جهداً طيباً في استقبال الزملاء الإعلاميين والتعريف بهـم.
- قبل استقبال أي من الإبل المشاركة لوحظ الاستعداد المبكر في توفير الحظائر «الشبوك» والأعلاف والماء.
- جوائز المسابقة مكونة من خمسين جائزة لم تحدد مبالغها حتى الآن أو بالأصح لم يفصح عنها حتى نهاية مؤتمر الأمس الإعلامي.
|