تحت شعار «الاضطرابات العاطفية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين»
المملكة تشارك الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية

  * الرياض - أحمد القرني:
تشارك المملكة دول العالم الاحتفاء باليوم العالمي للصحة النفسية الذي يصادف اليوم 10 أكتوبر 2003م تحت شعار «الاضطرابات العاطفية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين»، وبهذه المناسبة أوضح معالي وزير الصحة د. حمد بن عبدالله المانع يحتفل العالم في اليوم العاشر من شهر أكتوبر 2003م الموافق للرابع عشر من شعبان 1424هـ بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يأتي هذا العام تحت شعار «الاضطرابات العاطفية والسلوكية لدى الأطفال والمراهقين».
وتشارك المملكة ممثلة بوزارة الصحة دول العالم أجمع في الاحتفال بهذه المناسبة التي تحمل في طياتها موضوعاً مهماً وحيوياً يتعلق بالصحة النفسية لفلذات أكبادنا وأجيال المستقبل الذين يمثلون الغالبية العظمى من سكان المملكة وذلك انطلاقاً من سياسة حكومتنا الرشيدة المتمثلة في تقديم أفضل الخدمات الصحية لكافة المواطنين والمقيمين في هذا الوطن المعطاء.
هذا بالإضافة إلى أن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وشريعته السمحة تحث المسلمين جميعاً على الاهتمام بهذه الفئة المهمة من المجتمع وحسن التعامل مع الأبناء والرحمة بهم والمحافظة عليهم لقوله تعالى: {المّالٍ وّالًبّنٍونّ زٌينّةٍ الحّيّاةٌ الدٍَنًيّا وّالًبّاقٌيّاتٍ الصَّالٌحّاتٍ خّيًرِ عٌندّ رّبٌَكّ ثّوّابْا وّخّيًرِ أّمّلاْ}.
هذا ومن جانبه بيّن وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية د. منصور بن ناصر الحواسي لقد تابعت عن كثب الاهتمام العالمي بالصحة النفسية خاصة في السنوات القليلة الماضية حيث تعاظم هذا الاهتمام وقد خصصت منظمة الصحة العالمية اليوم العالمي للصحة لعام 2001م لصالح الصحة النفسية وجعلت له شعاراً يتناسب مع هذا الاهتمام وهو «لن نغفل الصحة النفسية ولن نخذل مرضاها».
وحرصاً من الوزارة على الاكتشاف المبكر لأي اضطراب نفسي أو سلوكي فقد سعت سعياً حثيثاً للتعاون مع وزارة التربية والتعليم ومنظمة الصحة العالمية لتطبيق برنامج الصحة النفسية المدرسية الذي يهدف إلى تدريب العاملين والعاملات في القطاع التعليمي من مدرسين ومدرسات ومرشدين طلابيين وبعض أطباء الوحدات المدرسية على تطبيق الجوانب النفسية في البيئة المدرسية.
ومن جانب آخر، أوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون د. توفيق بن أحمد خوجة لقد أكدت الاستراتيجية الخاصة بصحة الأطفال والمراهقين ونمائهم الصادرة عن الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في دورتها السادسة والخمسين المنعقدة في هذا العام 2003م على حق الأطفال والمراهقين في التمتع بأعلى مستوى من الصحة يمكن بلوغه وفي الحصول على الرعاية الصحية، وقد أعربت المنظمة الدولية ومن خلال هذه الاستراتيجية عن قلقها لعدم تلبية الاحتياجات المحدودة للمواليد والمراهقين على النحو الكافي وضرورة بذل المزيد من الجهود لبلوغ الأهداف الدولية المحددة لصحة الأمهات والأطفال والمراهقين ونمائهم، حيث إن الأطفال والمراهقين يعدون مصادر رئيسية للتنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية، وان الوالدين والأسر والأوصياء القانونيين وسائر القائمين على الرعاية لهم دور أساسي ومسؤولية مشتركة فيما يتعلق بصحة الأطفال وسلامتهم وانه يجب دعمهم لمسؤوليات تربية هؤلاء الأطفال.
ويمكن القول بأن العلاقات الأسرية بين الزوجين والأبناء ترتكز على الروابط الغريزية الإنسانية المعززة من ديننا الإسلامي الحنيف بأقوى الروابط التشريعية مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى: {وّمٌنً آيّاتٌهٌ أّنً خّلّقّ لّكٍم مٌَنً أّنفٍسٌكٍمً أّزًوّاجْا لٌَتّسًكٍنٍوا إلّيًهّا وّجّعّلّ بّيًنّكٍم مَّوّدَّةْ وّرّحًمّةْ إنَّ فٌي ذّلٌكّ لآيّاتُ لٌَقّوًمُ يّتّفّكَّرٍونّ}.
وإنني هنا أقول بأن البيئة التي تعيشها بعض الأسر في الوقت الراهن يكتنفها العديد من المشاحنات وعدم التوافق العاطفي مع تزايد الرغبات المادية والمعنوية علاوة على الضغوط النفسية الناتجة عن المشكلات اليومية إضافة إلى ازدياد واتساع الفوارق الاجتماعية بين فئات وشرائح المجتمع وزيادة أفلام العنف ومسلسلات الكرتون والأمراض العصبية والكحول والمخدرات.
وتقوم دولة الكويت حالياً بالإعداد والتجهيز لعقد المؤتمر الخليجي الأول للصحة النفسية تحت شعار «خدمات الصحة النفسية في الخليج» وذلك في الفترة من 8 - 10 ديسمبر 2003م.
وفي نفس الجانب ولموافقة اليوم العالمي للصحة النفسية يوم الجمعة فستكون مشاركة القطاعات الصحية بالمملكة بالاحتفاء بهذا اليوم اعتباراً من يوم غد السبت.