نقاط فوق الحروف
واجب الشباب المسلم
عبدالله بن محمد الشقير

إن الحديث عن الواجبات التي يجب أن يقوم بها كل شاب وفتاة نحو دينه لهو حديث ذو شجون وحاجة ملحة في ظل الوقت الواهن ويتطلب منا وقفة متأنية مع كتاب الله.
فلقد اهتم القرآن الكريم بالشباب وذكرهم في صفحاته فمن يقرأ القرآن الكريم سيجد ان أصحاب الكهف كانوا شباباً قال تعالى عن أصحاب الكهف {إنَّهٍمً فٌتًيّةِ آمّنٍوا بٌرّبٌَهٌمً وّزٌدًنّاهٍمً هٍدْى} وقال أيضاً عن سيدنا ابراهيم عليه السلام عندما حطم الأصنام: {قّالٍوا سّمٌعًنّا فّتْى الذًكٍرٍهٍمً يٍقّالٍ لّهٍ إبًرّاهٌيمٍ} ثم موقف سيدنا يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز فلقد كان شاباً وغريباً وخادماً عند سيده، يدخل البيت ويخرج في أي وقت ومع ذلك امرأة العزيز كفته السؤال ولم تلمح بل صرخت وقالت (هيت لك) فما كان من يوسف الصديق عليه السلام إلا أن امتنع والقصة مذكورة في القرآن الكريم موضحة. كما أن أصحاب الأخدود كانوا شباباً. كل هذه مواقف تبين لنا مدى اهتمام القرآن الكريم العظيم في هذه الفئة كما تذكر ببعض الواجبات على الشباب المسلم الذي يمثل القوة الكبيرة بين ضعفين ضعف الطفولة، وضعف الكهولة:
الواجب الأول: فهم الإسلام وتعاليمه الفهم الصحيح الذي لابد أن يكون عن طريق العلماء الموثوقين الراسخين في العلم وكذلك عن طريق القراءة فأمة المسلمين أول مانزل على نبيها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي (اقرأ) فمعنى هذا أننا مدعوون إلى القراءة الكثيرة حتى نكوّن رصيداً نستطيع من خلاله الدفاع عن الدين الإسلامي وتوضيح الصورة لكل الناس. ثم اختار ما الذي اقرأه ليكون القرآن الكريم أولاً ثم السنة النبوية وبعد ذلك قراءة كل كتاب موثوق سليم من الانحراف الفكري وأرجع في ذلك إلى أهل العلم والفضل الموثوقين من العلماء والدعاة إلى الله وذلك كله ليوصلني إلى فائدة تفيدني في خدمة الدين ثم الدنيا.
الواجب الثاني: العمل بما تعلمت من العلماء ومافهمت ويأتي ذلك بعد معرفة الحلال من الحرام نبدأ بعمل وتنفيذ ما فهمته وأطبقه عملياً وفق الضوابط الشرعية بكل وسطية وآمر نفسي بالمعروف وأنهاها عن المنكر وإذا لم أقم بهذا الواجب فليعرف كل مسلم أن الله تعالى ضرب في القرآن الكريم أسوأ مثلين لمن لايعمل بعمله أو بما فهم قال تعالى في سورة الأعراف: {وّاتًلٍ عّلّيًهٌمً نّبّأّ الّذٌي آتّيًنّاهٍ آيّاتٌنّا فّانسّلّخّ مٌنًهّا فّأّتًبّعّهٍ الشَّيًطّانٍ فّكّانّ مٌنّ الغّاوٌينّ ، وّلّوً شٌئًنّا لّرّفّعًنّاهٍ بٌهّا وّلّكٌنَّهٍ أّخًلّدّ إلّى الأّرًضٌ وّاتَّبّعّ هّوّاهٍ فّمّثّلٍهٍ كّمّثّلٌ الكّلًبٌ إن تّحًمٌلً عّلّيًهٌ يّلًهّثً أّوً تّتًرٍكًهٍ يّلًهّث ذَّلٌكّ مّثّلٍ القّوًمٌ الّذٌينّ كّذَّبٍوا بٌآيّاتٌنّا فّاقًصٍصٌ القّصّصّ لّعّلَّهٍمً يّتّفّكَّرٍونّ}.
الواجب الثالث: واجب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على بصيرة شرعية وهذا الواجب يأتي بعد أن تعلمت أمور ديني وعملت بما فهمت وقمت بالواجب أن أدعو بالتي هي أحسن غيري وأبدأ بأهل بيتي وإخوتي عملاً بقول الله تعالى لرسول الله صلى الله عليه وسلم {وّأّنذٌرً عّشٌيرّتّكّ الأّقًرّبٌينّ }.
وهذا الواجب ليس قاصراً على العلماء بل ان المسلم في سلوكه مع الناس والتزامه تعاليم دينه يعدّ داعية والتاجر إن صدق فهو داعية وتأكد يوماً ان تقوم بواجب الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنك ستجد من يعارضك ولكن المسلم عليه الحلم والأناة مع من يخالفه.
الواجب الرابع الترابط والتواصي بالحق والصبر -وهذا واجب مهم جداً قال الإمام الشافعي: إن في القرآن آية لو عمل بها المسلمون لكفتهم هي قوله تعالى {وّالًعّصًرٌ، إنَّ الإنسّانّ لّفٌي خٍسًرُ، إلاَّ الّذٌينّ آمّنٍوا وّعّمٌلٍوا الصَّالٌحّاتٌ وّتّوّاصّوًا بٌالًحّقٌَ وّتّوّاصّوًا بٌالصَّبًرٌ}.