* حاوره : محمد بن سليم اللحام (*)
أكد فضيلة الشيخ حمود بن عبدالرحمن بن حمود البليهي رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة مرات والحاصل على بكالوريوس من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ((كلية الدعوة الاحتساب)) أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ليس مطالبا بتحقيق النتائج لكل عمل يقوم به بدليل قوله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام، {لّيًسّ عّلّيًكّ هٍدّاهٍمً وّلّكٌنَّ اللَّهّ يّهًدٌي مّن يّشّاءٍ} وقوله {إنَّكّ لا تّهًدٌي مّنً أّحًبّبًتّ وّلّكٌنَّ اللَّهّ يّهًدٌي مّن يّشّاءٍ}.
وأشار في ثنايا الحوار الخاص الذي أجريناه معه إلى أن الحد الفاصل بين مراعاة المصالح ودفع المفاسد يكون في النظر في الراجح منها متى تعارضت المصالح والمفاسد وقال: فلا يجوز تحصيل مصلحة معينة بمفسدة أكبر منها وكذلك لايجوز دفع مفسدة بتفويت مصلحة أكبر منها ومتى تساوت المصالح والمفاسد رجعنا إلى اعتبار الشرع لها. هذا جزء من كل ونترك قارئنا الكريم لمتابعة الحوار.
دور مشرف
* دور الهيئة في المحافظة على الأمن الأخلاقي؟ وما آلية مواجهة الشائعات والاتهامات لرجال الهيئة؟
- يتجلى دور الهيئة في هذا الجانب من خلال عدة أدوار وهي التواجد في الأماكن العامة والأسواق والسعي للحيلولة دون وقوع الجرائم الأخلاقية وردع من يقع فيه. والتوجيه والمناصحة للمخالفين وتوزيع الكتب والأشرطة والمطويات التي تساهم في رفع مستوى الوعي.
وعن الآلية المذكورة يمكن ان نلخصها فيمايلي:
توضيح الدور الكبير الذي تقوم الهيئة به لخدمة المجتمع مع بيان خطورة نقل الشائعات دون التثبت من صحتها فعلى المرء المسلم ألا يجعل نفسه راحلة لنقل الخبر يسمعه ثم ينشره ((فمن حدث بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين)) وكذلك تحذير المجتمع المسلم من جهالة المصدر فعلى المجتمع التثبت والتروي حتى تظهر الحقيقة. وقيام الدعاة والخطباء ببيان خطورة الشائعات وخاصة في جانب رجال الهيئة علاوة على نشر الوعي بنتائج هذه الشائعات.
موقف مؤثر
* هل من موقف حاز على إعجابك؟ وما الدرس الذي استفدته منه؟
- الموقف يختص بأحد الشباب الذين تساهلوا كثيراً في أمور دينهم وخاصة الصلاة، وقد تم نصحه وبيان أهمية الصلاة ومكانتها في الإسلام وإهداؤه بعض الأشرطة والكتيبات المتعلقة بشأن الصلاة وبعد مرور فترة من الزمن شاهد هذا الشاب رجل الهيئة في مكان عام فقام بالسلام عليه بحرارة وسأله هل تذكرني فقال رجل الهيئة لا فقال أنا الشخص الذي نصحتني عند تساهلي في أداء الصلاة وأبشرك أنني منذ ذلك الوقت لم أتخلف عن أداء الصلاة مع الجماعة بما في ذلك صلاة الفجر.
ويمكننا استخلاص مجموعة من الدروس من هذا الموقف تتجلى فيمايلي:
* إن المطلوب من رجل الهيئة الرفق واللين مع المدعوين.
* إن رجل الهيئة قدوة حسنة لغيره.
* ضرورة استخدام أسلوب النصح والتوجيه في الميدان.
* على رجل الهيئة التحلي بالصبر وعدم استعجال النتائج.
* ضرورة استخدام الوسائل المعينة في الدعوة لرجال الهيئة.
آثار سيئة
* ما الطريقة المثلى في نظرك لتحذير المجتمع من الآثار السيئة لبعض القنوات الفضائية؟
- الطريقة المثلى تكون بالتوعية المستمرة مع ضرب الأمثلة الواقعية عن الآثار التي تنجم عن القنوات الفضائية السيئة.
* ما الدور الإعلامي والعلاقاتي في منطقة عملكم؟ وبم يتمثل؟
- من الممكن أن نتلمس هذا الدور في بعض المواقف المتصلة بإرشاد الناس إلى الخير من خلال الوسائل الإعلامية المتوفرة كتوزيع المطويات والكتيبات والأشرطة المفيدة وكذلك المشاركة الفاعلة في بعض البرامج الدعوية متى كان ذلك ممكناً، وكذلك إرشاد الناس إلى البرامج الدعوية والدينية سواء ماينشر في وسائل الإعلام المختلفة أوما يقام من مهرجانات دعوية وتوعوية. ومن هذا المنطلق يتضح الدور العلاقاتي للهيئة من خلال التنسيق مع الأفراد والمؤسسات الأهلية والحكومية للمساهمة في نشر الخير والحض عليه.
حال المستخدم
* ما نصيحتكم لمستخدمي شبكة الانترنت العالمية، في ظل وجود نوعية من المواقع الخاصة ببعض الفرق الضالة؟
- لابد أولاً من معرفة حال المستخدم فإن كان المستخدم ممن تحصن بالعلم الشرعي ولديه اطلاع على أصول المذاهب المنحرفة ويرغب في استخدام الانترنت لدعوة المخالف بالتي هي أحسن وبيان بطلان مذهبه وذلك بالحجة والدليل فلا مانع بل وربما يكون ذلك واجباً عليه لبيان الحق. وإن كان المستخدم غير متحصن بالعلم الشرعي فلعل من الخير له عدم الدخول إلى مواقع الفرق الضالة وذلك خشية عليه من التأثر بتلك الشبه التي يثيرونها.
نصح المخالف
* كيف توظف الدروس التربوية في نصح المخالف؟
لابد أن يكون رجل الهيئة على الاطلاع على المواقف التربوية للنبي عليه الصلاة والسلام، ولصحابته الكرام في إنكار المنكرات ونصح المخالفين ويكفينا شاهداً من ذلك قصة الشاب الذي طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبيح له الزنا فعامله النبي صلى الله عليه وسلم بما يناسب حاله من حيث إقناعه بحرمة الزنا ثم الدعاء له بالخير.
* ما كيفية تحصين الناشئة من التيارات المنحرفة؟
- نحصنهم بالمعرفة والعطاء العلمي والتربوي وتوعيتهم بمخاطر الوقوع في الأفكار التي تتعارض مع دينهم من ناحية وتهدم بها شخصياتهم وتهدر بها طاقات هذه الأمة من ناحية أخرى ولابد من التركيز وتوجيه الأسرة للأبناء الوجهة السليمة ودور الدعاة والأئمة والخطباء ومع ما يتلقاه الطالب في مراحل التعليم المختلفة.
تحقيق النتائج
* هل الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر مطالب بتحقيق نتائج؟ ومتى تبرأ ذمته؟
- الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ليس مطالبا بتحقيق النتائج لكل عمل يقوم به بدليل قوله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام، {لّيًسّ عّلّيًكّ هٍدّاهٍمً وّلّكٌنَّ اللَّهّ يّهًدٌي مّن يّشّاءٍ} وقوله {إنَّكّ لا تّهًدٌي مّنً أّحًبّبًتّ وّلّكٌنَّ اللَّهّ يّهًدٌي مّن يّشّاءٍ}. وتبرأ ذمته بالأمر بالمعروف الذي ترك، ونهيه عن المنكر الذي فعل مع حرصه على الأسلوب الأمثل وبذل الجهد في الإصلاح ودعوة الناس للخير.
* من واقع عملكم ماهي أسباب انحراف الفتيات؟ وما سبل تلافها؟
- ألخص أسباب انحراف الفتيات بالتالي:
1- ضعف الوازع الديني.
2- ضعف الرقابة من قبل أولياء الفتيات.
3- مشاهدة القنوات الفضائية السيئة والتقليد الأعمى للغرب.
4- صديقات السوء.
5- خروج الفتاة مع السائق بدون محرم.
6- انعدام التربية الحسنة داخل الأسرة.
وتكمن سبل تلافي انحراف الفتيات بتقوية الوازع الديني واستشعار الخوف من الله لدى الفتيات، ووجود القدوة الحسنة من الوالدين داخل نطاق الأسرة، وتجنيب الأسرة وسائل الفساد من القنوات الفضائية السيئة، والمحلات المنحرفة، والحرص على الصديقات الصالحات وإشغال الفتيات بما ينفعهن ومن ذلك دور تحفيظ القرآن الكريم للنساء وغيرها.
الحد الفاصل
* ما الحد الفاصل بين مراعاة المصالح ودفع المفاسد؟
- متى تعارضت المصالح والمفاسد فلينظر في الراجح منها، فلايجوز تحصيل مصلحة معينة بمفسدة أكبر منها وكذلك لايجوز دفع مفسدة بتفويت مصلحة أكبر منها ومتى تساوت المصالح والمفاسد رجعنا إلى اعتبار الشرع لها.
* ما هي السبل إلى الوصول إلى قلوب صغار السن وإقناعهم ابتداء بعدم ارتكابهم للمخالفات؟
- السبل في الوصول إلى قلوب صغار السن تتمثل في كسر الحاجز الموجود بين رجل الهيئة وصغار السن وذلك بالتحدث معهم والنزول إلى مستوى تفكيرهم وإقناعهم بخطورة المنكرات عليهم وعلى مجتمعهم.
تشجيع من يرى عليه أثر الاستقامة وكذلك إقامة برامج وقائية وتوعوية يهدف من خلالها إلى غرس مراقبة الله في نفوسهم وتحبيبهم في الاستقامة وتنفيرهم مما سواها.
(*) رئيس قسم الإعلام بإدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. |