رئيس جمعية تحفيظ القرآن بالجموم لـ« الجزيرة »:
الجمعيات تحتاج إلى إستراتيجيات واضحة لجذب الناشئة للحلق

* الجموم - الجزيرة:
تولي الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الجموم بمنطقة مكة المكرمة اهتماماً كبيراً بحفظه كتاب الله تعالى، حيث تحتضن أكثر من «1350» طالباً وطالبة يدرسون في «50» حلقة للبنين والبنات، منها «27» حلقة للذكور، و «4» دور للنساء وتضم «23» حلقة.
أوضح ذلك رئيس الجمعية بالجموم الشيخ حمود بن عتيق المعبدي، وقال: إن الجمعية تبذل قصارى جهدها وعلى قدر الإمكانات التي لديها للعناية بأمور تحفيظ الطلبة والطالبات، حيث تقوم من خلال تحفيظها للناشئة كتاب الله تعالى بدور رائد وملموس في غرس العقيدة الصحيحة في صدور الحفاظ والحافظات.وحول كون أن العنصر البشري هو الأساس في النجاح في تحقيق أهداف الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن، أبان رئيس جمعية الجموم أن توفر المعلم المؤهل في هذه الجمعيات وقدرته على التعامل مع تحديات العصر أمر نادر، إذ إنه لا يمكن توفر المعلم المختص بتحفيظ القرآن الا عن طريق تكثيف الجهود مادياً ومعنوياً، حيث متطلبات الحياة الشاقة ولذا لابد من توفير المادة لتكون اساساً في التركيز على إيجاد من يقوم بالتحفيظ خير قيام عن طريق إقامة الدورات الخاصة والرواتب التي تغني المحفظ عن السعي في طلب المادة ومن ثم التفرغ الجاد.
ورأى فضيلته أن يكون للجمعيات استراتيجيات او آليات واضحة لجذب الناشئة والشباب لحفظ كتاب الله في ظل تعدد وسائل اللهو والإغواء، وحبذا لو تعطى الجمعيات مزيداً من الصلاحيات، كإنشاء المراكز التربوية، وتنظيم الدروس التعليمية الخاصة بالعقيدة وفقه العبادات، والمحاضرات المتكررة، وغيرها من الأنشطة الهادفة، لتحقيق هذه الاسترتيجيات، مؤكداً على أن الجمعية في الجموم تركز إلى حد كبير على جانب التحفيظ بدرجة اكبر من جانب التدبر في الآيات والتأمل في هدايتها.
*ه2ه* كّبٍرّ مّقًتْا عٌندّ پلَّهٌ أّن تّقٍولٍوا مّا لا تّفًعّلٍونّ }.
وتحدث المعبدي عن إمكانية تقديم الجمعية مشاركتها في علاج بعض القضايا الاجتماعية مثل محو الأمية باعتبارها خطوة أولى باتجاه حفظ القرآن، قائلاً: نعم يمكن رصد ذلك، وقد قمنا، كما قام غيرنا بوضع برامج خاصة لمحو الأمية لمن لم يتسن له الانضمام للحلقات، ولك بفتح المجال للانتساب بقيود خاصة نضمن من خلالها استفادة المنتسب ووضع مسابقات في اجزاء معينة ومن زمن معين بما جعل كل طبقات المجتمع من له رغبة في تعلم القرآن ينضم إليها.
وتطرق رئيس جمعية تحفيظ الجموم إلى الحديث عن المعوقات النوعية التي تؤثر بالسلب في أداء جمعيات تحفيظ القرآن الكريم وكيفية التغلب عليها إن وجدت، قائلاً: إن المعوقات موجودة ولا شك، وتتمثل في قلة الدعم المادي، وعدم قناعة بعض الناس بالحلقات، او عدم جدواها، او انها تشغل الطالب عن مذاكرته واداء الواجبات المدرسية، ونحو ذلك، ويمكن التغلب على بعضها من خلال التوعية أثناء الخطب والمحاضرات وتكثيف الجوائز وإنشاء الرحلات والزيارات الهادفة، مبرزاً - في السياق نفسه - أن هناك اثراً ايجابياً احدثه القرآن الكريم في سلوكهم وتفكيرهم، وتعاملهم واستقرارهم النفسي، وخاصة من بعض الطلاب الجادين في الحفظ، حيث انهم يتميزون على اقرانهم بذلك، وقد وجدنا ذلك ايضاً منهم اثناء دراستهم للمناهج وسرعة بديهتهم.
وقال الشيخ المعبدي: إن جمعية تحفيظ الجموم تعد قدر استطاعتها حفظتها لكتاب الله حتى يكونوا جاهزين وذي كفاية تامة للاستفادة منهم سواء كان ذلك لتولي مسؤولية التدريس او لإمامة المساجد في المحافظة، او في مختلف انحاء المملكة، لان هذا هو المقصود الاساسي من إنشاء تلك الجمعيات، وقد استفادت الجمعيات فعلاً من طلابها وقد ترى ذلك جلياً في شهر رمضان وفي المدارس الأهلية والنظامية وحلقات تحفيظ القرآن حينما تتأمله، لافتاً النظر - في ذات الوقت - إلى ازدياد عدد الفتيات والنساء الراغبات في حفظ القرآن الكريم في السنوات الاخيرة، الامر الذي يمكن أن نقول عنه: يمكن استيعاب هذا العدد في مكان دون آخر وحسب قدرة الجمعية او ضعفها، وذلك بفتح مزيد من الحلقات، وتكثيف المدرسين والعاملين في جهاز الإدارة، ويتم توفير المعاملات عن طريق دور التحفيظ، وتكثيف الدورات الصيفية والمسابقة السنوية.