لدي احساس أن مجتمعنا أصبح أكثر المجتمعات إنتاجاً للنقد (الحش) بكل أنواعه وألوانه لدرجة أنني أعتقد أنه لو كان النقد يمكن تصديره لكنا في طلائع الدول المصدرة (للنقد) ولأصبح (النفط) السلعة الثانية بعد النقد.. مجالس بعض النساء والرجال هي في الواقع مزيج من النقد والنميمة الاجتماعية لا يسلم من ألسنة المنتقدين إنسان عادي أو صاحب مركز إداري سواء يعرفه المنتقد أم لا.. فالكل (سواسية) أمام أسنان المنتقد.. هذا النقد غالباً يغذيه عدم رضى بالواقع الذي لو فكرنا فيه ملياً لوجدنا اننا جميعا مسؤولون عن هذا الواقع الذي نتذمر منه ورغم انه لا يعجب البعض إلا اننا محسودون عليه من كثير من مجتمعات الأرض. حتى الطبقات المتعلمة في المؤسسات التربوية مثل المدارس والإدارات التعليمية يمارس منسوبوها نقداً لا يمكن الاستهانة (بكميته)، يمارسه المدرسون ضد بعضهم البعض أو ضد المدير والعكس والجميع ينتقدون الإدارة والوزارة وغير ذلك.. المنتقدون هم (أكثر) الناس نشاطاً فيما يتعلق بتسقط الأخبار والزلات ولكنهم (أقل) الناس عملاً وخدمة للمجتمع، أعرف أحد (الاستشاريين) في هذا التخصص غير النادر هو موظف لا ينتج إلا النقد ويعلق عجزه عن العمل على أسلوب رئيسه في العمل، العجيب انه مر عليه عدد من الرؤساء ولكنه ما زال ثابتاً على مبدئه ووفياً لتخصصه!! وهو يقوم بالترويج لهذا التخصص ومريدوه في ازدياد!
العجيب ان ذلك النقد يغطى طبقة من (شوكولاتة) الاصلاح ولكنه في الواقع بعيد عن أي هدف اصلاحي لأن الاصلاح دائما لا يأتي بانتقاد الآخرين وإنما باصلاح النفس أولاً!!
(عليك نفسك فتّش عن معايبها
وخل عنك عيوب الناس للناس).
|