مَاذا أقولُ؟! وقدْ ذَبحتَ كرامتيْ
وقَتَلْتَ آماليْ وخُنْتَ عُهُوْدا..
وتَرَكْتَنْي وحْديْ أكفكفُ أَدمعيْ
وأسيرُ في دربِ الشَّقاء بَعيْدا..
وألملمُ الأحْزانَ وهيَ كثيفَةٌ
وأقَاومُ الآلاَم والتَّنكيدا
ماذا أقول؟! وخافقيْ متعذبٌ
ملأَتْه أيَّامُ الفِراقِ شُرُوْدا
وحكايتي لما رويتُ حُروفَها
بَكَتِ الحروفُ وخَلَّتِ التَّغريدا
يا أيها الغالي عَلاَم هجرْتَنْي
وعَلاَم بَدَّلْتَ الوصالَ صُدُوْدا؟!
وعلام أخلفتَ الوعودَ وخُنْتَها
وتَرَكْتَ حَقّيْ ضائعاً وطَرِيْدا؟!
أفبعد ما أفنيتُ عمريَ كلَّه
مِنْ أجْلِ قَلْبِكَ أنْ أراهُ سَعِيْدا..
يَغْدوْ جَزَائيْ حسرةً وندامةً
وأسىً يُقَرِّحُ مهْجتيْ وقُيُوْدا؟!
سافرتَ. لكنْ نحوَ مطْحَنَة الرَّدى
وبقيتَ فيْ أقطابها مَشْدُودا
سافرتَ. لكنْ نحوَ أرْبابِ الهَوى
ورحلتَ عنْ هذي الدّيِار وَحِيْدا
وقصدتَ أهْلَ الفسقِ في أوطانهمْ
لترى هناكَ الأُنسَ والتَّجديدا!!
وترى النساء وقد بَدْينَ سوافِراً
فتظن يومَك قدْ غَدَا لك عيْدا
ذَهَبَ التُّقى وخَبَتْ هناك شُمُوعهُ
لمَّا رأيتَ الغانياتِ الغِيْدا
ورأيتَ حاناتِ البغاءِ رَخِيْصَةً
ورأيتَ كيدَ المومسات شَدِيْدا
وغرقتَ في بحرِ الهوى مسترسلاً
يقتادكَ الشيَّطانُ فيه مُرِيْدا
حتَّى نسيتَ حبيبةً لكً ما سَلَتْ
لكنْ تُصَبِّرُ قلبَها المفؤودا
تبكيْ عليك وحزْنُها متدفّقٌ
وجراحُها أمستْ عليكَ شُهُوْدا
(تسْعى إلى الجوَّالِ تطْلبُ صوْتَكُمْ
لكنْ قطعتَ من الجهاز وريْدا)!
قالتْ وفيْ نبراتها لغةُ الأسى
فيَّاضةٌ: هلْ ما تزالُ بعيدا؟!
أسفيْ عليك أما تزالُ مكبَّلاً
بهواك مفتوناً به مشدودا؟!
عُدْ يا حبيبيْ لايغرَّنْك الهوى
إنّيْ أراكَ بِتُرْبِهِ موءودا!
عدْ يا حبيب الرُّوح حبُّكَ لم يزل
يبني بقلبي عرشَه الممدودا
مهما نأيْت فإنَّ حبَّكَ ثابتٌ
إني لأرجوْ أن تبيت سعيْدا!!