تمتلك الدول الأوروبية ومعها أمريكا تقنية جعلتها في الصدارة في عامة أمورها الدنيوية، وجعلت البقية عالة عليها في مجمل أمورها المادية، إلى هنا والأمر ليس بجديد ولا غريب في ظل السعي الجاد لدى هؤلاء للتقدم وفي مراوحة الآخر في مكانه، لكن الغريب هو الحالة البكائية التي ينتهجها المتأخر عند مقارنته بين حالته وحالة هؤلاء، وكان البكاء في يوم من الأيام قد رفع أقواماً!! ولذا جاء النهي الأكيد عن النياحة على الميت لأنها لا تعيد مفقوداً ولا تسلي مكلوماً، بقدر ما تحطمه وتوهن قواه وتجعله أسيراً لحاله المتردية، وكما تكون هذه الحالة في النظرة بين الدول بعضها لبعض تكون في نظرة الفرد لمخالفه الذي استثمر الفرصة وحقق السبق فبدأ المسبوق بالنياحة على حاله، علماً أن الفرصة كانت أمامهم بالسوية إلا أن ذاك استثمر وهو ضيع، فهل يُحتاج إلى وقفة عامة وخاصة للقيام بمراجعة جادة للواقع وبحث السبل الكفيلة بتقدمه ورقيه بما يقارع فيه الآخر ويساويه بالصف أو يتقدم عليه بما حبا الله أمتنا من خيرات وعقول تعقل أصحابها عن التفكير فيما يضر ولا ينفع مما هو موجود عند الأذكياء لا العقلاء فتتكامل مقومات الريادة الدينية والدنيوية لأمتنا، أتمنى لذلك أن يكون.
|