الحقائق الفلسطينية والضغوط الإسرائيلية

يفيد كثيراً تذكير الإسرائيليين بين حين وآخر بالثوابت الفلسطينية وتحذيرهم من اللعب على مسألة التناقضات بين الفصائل الفلسطينية.
وفي معرض حالة الزهو العسكرية التي تشعر بها اسرائيل حالياً بعد الغارة التي شنتها على سورية واستعراضاتها الجوية الاستفزازية اليومية في لبنان فإنها تجد نفسها وقد تلبّسها الغرور في موقع لا يستقيم معه التعامل الا بصورة فوقية مع الحكومة الفلسطينية، وهكذا فقد رفض أحد وزراء حكومة شارون الدعوة إلى الهدنة التي وردت على لسان رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع، ونصح الوزير الإسرائيلي قريع بأن من الخير له أن يثبت كفاءة حكومته من خلال ضرب البنية التحتية لما يسميّه الإرهاب، مشيراً بذلك إلى الفصائل الفلسطينية.. وإسرائيل تطلب من أبو علاء بل ومن كل حكومة فلسطينية أن تُسكت هؤلاء الذين يردُّون عليها وعلى هجماتها وقمعها بهجمات مماثلة ويقتلون الاسرائيليين مثلما تقتل قوات الاحتلال الفلسطينيين.
غير أن رئيس الوزراء الفلسطيني رد على الدعوة الإسرائيلية بالقول إنه لن يسعى إلى إضرام نيران حرب أهلية وبيده استجابة لرغبات إسرائيل.
وتريد اسرائيل ان ترى حكومة فلسطينية عميلة لها تأتمر بأمرها لضرب الصف الفلسطيني، وإلا فإن هذه الحكومة ستكون غير شرعية وعليها أن تذهب، وهذا هو ذات الموقف الإسرائيلي من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
إن إسرائيل تتعامل مع كامل الشأن الفلسطيني وترتيبات السلام باعتبارها قوة احتلال وهي لا تستطيع أن تتعامل بندية مع حكومة فلسطينية ولهذا فإن من الصعب تصوُّر إقامة سلام مع مثل هذه العقلية التي تحكم إسرائيل.
وللأسف فإن التصورات الإسرائيلية عن الحكومة الفلسطينية سرعان ما تنتقل إلى البيت الأبيض وتصبح سياسة أمريكية معتمدة ومن ثم تتضاعف الضغوط على أي حكومة فلسطينية لكي تطيح بالقناعات والثوابت الفلسطينية.