* القدس - رام الله - بلال أبو دقة:
قال رعنان غيسين المتحدث باسم رئيس الحكومة الإسرائيلي أريئيل شارون: إن أيام الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في السلطة باتت معدودة، لكن إسرائيل لم تتخذ بعد قرارًا بخصوص كيفية أو توقيت إبعاده بعد عملية حيفا الفدائية.
وقال غيسين: إنه نتيجة للتفجير الذي قتل فيه 20 إسرائيلياً من المرجح أن تتحرك إسرائيل بسرعة أكبر فيما يخص تنفيذ القرار الذي اتخذته من حيث المبدأ في الشهر الماضي بإبعاد عرفات من السلطة.. مضيفا: قلنا إن قرار مجلس الوزراء يمثل تحذيرًا كافيًا يفيد بأن أيامه باتت معدودة.. أما متى وكيف سيتم إبعاده فهو أمر سيتقرر وفقًا للظروف.
مؤكدا على أن عملية حيفا سرعت من اتخاذ القرار الإسرائيلي، ومما لا شك فيه إذا استمر في استراتيجية وسياسة الإرهاب الحالية فسيعجل ذلك بالوقت الذي يتعين فيه إبعاده.
من جانبه قال وزير الصحة الإسرائيلي داني نافيه: إنها فرصتنا الحقيقية للتخلص من عرفات بشكل نهائي وتعجيل بناء الجدار الفاصل.. آمل أن تتخذ الحكومة القرارات الصحيحة من أجل وضع حد لسفك الدماء الذي لا يتوقف في شوارع إسرائيل بسبب عرفات.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية قد اتخذ الشهر الماضي قرارًا مبدئيًا بطرد الرئيس عرفات من الأراضي الفلسطينية دون تحديد موعد لذلك.
واستنادًا إلى نص القرار الإسرائيلي فإن عرفات يشكل عقبة مطلقة أمام أية مصالحة بين إسرائيل والفلسطينيين، وستعمل إسرائيل على إزالة هذه العقبة بالشكل والموعد والطرق التي ستحددها لذلك.
وأعربت الولايات المتحدة عن معارضتها للقرار الإسرائيلي إلا أنها استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يطالب إسرائيل بالعدول عن قرارها.
وقال أوري أفنيري رئيس حركة ائتلاف السلام الاسرائيلية: لا يوجد أي شخص في العالم يصدق أن الحكومة الإسرائيلية تنوي إبعاد عرفات بل يريدون قتله.. نحن نثق تمامًا أن قتل عرفات سيجلب كارثة على دولة إسرائيل وسيقضي على كل أمل بتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال المائة سنة المقبلة.. إذا قاموا بقتل عرفات ستسفك هنا دماء وسيقتل المئات كل يوم.
وأثار القرار الإسرائيلي موجة إدانة شديدة في العالم ضد إسرائيل، وعمت الأراضي الفلسطينية والعواصم العربية مظاهرات حاشدة منددة بالقرار الإسرائيلي.
وحذر المتحدث باسم حركة حماس في لبنان أسامة حمدان اسرائيل من استهداف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالإبعاد أو الاغتيال، معتبراً أن هذا الأمر في حال حصوله لن يؤدي بأي حال من الأحوال إلى استقرار أمنى أو سياسي لإسرائيل بل بالعكس تماماً سيصعد المواجهة والمقاومة ضد الإسرائيليين، وسيعني أيضا بالنسبة للفلسطينيين انتهاء مشروع التسوية وان هناك خيارا وحيداً للشعب الفلسطيني هو المقاومة.
من جانبها قالت كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح نحذر من أي محاولة إسرائيلية للمس بالرئيس عرفات لأنه سيكون بمثابة خط أحمر ستتبعه ردود فعل قاسية ومؤلمة.
وقال الرئيس المصري حسني مبارك صباح أمس: إن قيام إسرائيل بخطوة من هذا القبيل لن يخدم مصالحها.
وتشير بعض التقديرات في إسرائيل إلى أن الوضع الصحي المتدهور الذي يعاني منه عرفات يحول دون تنفيذ قرار إبعاده.. ويعاني عرفات في الأيام الأخيرة من حرارة مرتفعة بعد إصابته ببعض الفيروسات.
وأشاعت وسائل الإعلام الإسرائيلية نبأ مفاده أن صحة عرفات آخذة بالتدهور وأن سيارات إسعاف شوهدت تدخل إلى المقر في أعقاب تدهور صحة عرفات، وتقول المصادر الاسرائيلية: إن عرفات كان مصابا بحمى الأنفلونزا وتقرحات في المعدة.
من جانبه نفى صائب عريقات الوزير في حكومة الطوارئ التي شكلها قريع مؤخرا صحة التقارير الإسرائيلية التي تحدثت عن تدهور صحة عرفات قائلا: إنها عارية عن الصحة تماما، إنه بصحة جيدة.
وكان أشرف الكردي طبيب عرفات الخاص زاره قبل اكثر من أسبوع هو وفد طبي أردني في المقاطعة إثر وعكة صحية ألمت به، وقال حينها الكردي: إنه بصحة جيدة، وإن معنوياته عالية.. فيما قال عرفات: الحمد لله الوعكة انتهت..
|