* القدس - بلال أبو دقة:
حذر مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق بمدينة القدس المهندس خليل تفكجي من الآثار الجيو سياسية والديمغرافية المترتبة على قرار سلطات الاحتلال إقامة مناطق أمنية عازلة في محيط المستعمرات في الضفة الغربية بضم 400 متر حول كل مستعمرة، مشيرا إلى أن هذه المساحة الجديدة من الأراضي التي ستلحق إلى حدود المستعمرات، وستنتهي في النهاية إلى ضم مساحات شاسعة من الأراضي تصل إلى 181 كم2 من أراضي 32 قرية وبلدة فلسطينية، أربع من هذه البلدات والقرى ستصادر أراضيها بالكامل.
وأشار مدير دائرة الخرائط إلى أن المخطط الإسرائيلي يقوم على تقسيم أراضي الضفة إلى كانتونات بدأوا بإقامتها بالفعل في منطقة قلقيلية، حيث أقاموا هناك أول هذه الكانتونات، في حين سيتم عزل وتجميع قرى شمال غرب القدس في كتلة سكانية واحدة واحاطتها بسياج أمني يسمح بالتنقل لجميع مواطني هذه القرى عبر بوابة واحدة فقط..
وأوضح تفكجي أن الإسرائيليين يريدون من وراء كل ذلك تحقيق رؤيا سياسية مستقبلية لدولتهم ولعلاقتهم الدائمة مع الفلسطينيين من خلال منحهم للفلسطينيين فقط ما مساحته 42% من أراضي الضفة وفقا لرؤيا وتصورات شارون، وهي مساحة مقطعة الأوصال لا يربطها رابط، بل تتحكم في منافذها بوابات الاسيجة الأمنية والجدار العنصري..
وحذر مدير دائرة الخرائط من التعاطي مع ما يروجه الإعلام الإسرائيلي بشأن مساحة الـ400 متر التي ستشكل مناطق أمنية لحماية المستعمرات وتصويرها كأنها خارج نطاق الغلاف الذي يحمي هذه المستعمرات قائلا: في الواقع إن المساحة هذه المقترحة تدخل في نطاق هذا الغلاف وبالتالي ستتيح للإسرائيليين استكمال بناء جدارهم العنصري متجاوزين التحفظات الدولية على إقامته.
وقال التفكجي في اتصال هاتفي مع الجزيرة: بدأت إسرائيل بنهب معظم أراضي الضفة الغربية حيث قامت بزراعة الغابات تحت إدعاء جعل المنطقة خضراء مؤكدا على أن المخطط الاستعماري الاسرائيلي يأتي ضمن مشروع شارون الذي أسماه «النجوم السبعة» والذي أعلنه عام 1990 عندما كان وزيراً للإسكان، ويضم هذا المشروع جميع المستعمرات الحدودية الملاصقة والقريبة من الخط الأخضر، ويشمل مستعمرات داخل إسرائيل ومستعمرات داخل الضفة الغربية وأكبرها «جفعات زئيف» التي يبلغ مساحة مخططها الهيكلي خمسة آلاف دونم، ويتم ضم هذه المستعمرات في النهاية ضمن كتلة كبيرة تسمى كتلة مستعمرات القدس وتشمل مستعمرات (جفعات زئيف، هاحداشاة، جفعون، جفعون هاحداشاة، هارشموئيل، هآرادار، وبيت حورون)؛ هذه المستعمرات يقول التفكجي أقيمت في مواقع استراتيجية في محاولة لإخفاء معالم الخط الأخضر وهي من المواقع الأكثر طلباً من قبل المستعمرين بسبب موقعها القريب من المناطق الإسرائيلية..
وأكد مدير دائرة الخرائط على أن سبب وجود هذه البؤر الاستعمارية هو شارون نفسه، فعندما كان وزيرا في عهد بنيامين نتنياهو دعا المستعمرين إلى اعتلاء التلال، ما نجم عنه إقامة 40 بؤرة جديدة.. لتتحول معظمها من وجهة النظر الاسرائيلية إلى بؤر قانونية.. أما بالنسبة لمدينة القدس والكلام لمدير دائرة الخرائط هذا فيتم السيطرة على أراضيها تحت إدعاء زراعة المناطق الخضراء للمنفعة العامة ويتم الاستيلاء عليها بعد لك لتضم إلى المستعمرات ليتم توسيع حدود بلدية القدس يوما بعد يوم، وهذه السياسة الصهيونية مكنت اسرائيل من السيطرة على أكثر من ثلثي الأراضي المضمومة لبلدية القدس.
|