هذا السؤال الذي يحاصر به كثير من الشباب المقبل على الحياة من قبل «الكبار» ومنْ يتقدمهم سناً؟ لكنهم لا يملكون أمام أسوار هذا السؤال إلاّ أن يرسموا من الصمت لوحة يعبرون بها عن عجزهم وقلة حيلتهم تجاه سيد الطموح في نظرالكبار «بيت المستقبل»، وعند محاولة قراءة فضاء هذا السؤال المعجزة، لابد لنا أنْ نتعرف على الظروف الصعبة التي أفرزت هذا السؤال لدى الكثير من الآباء والأجداد التي مروا بها أثناء مراحل التأسيس والتي أفرزت الحرص الشديد على «ملك» السكن وليس توفره فقط، فنحن نعرف أن أعز مايطمح إليه أهل «الصحراء» هو «السكن»، ولكن أن ينتقل هذاالحرص المعلّب إلى أبنائنا دون مراعاة ظروفهم الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها في ظل التحولات التنموية التي مررنا بها يصنع من السؤال «معجزة» ومن طرحه أسواراً عالية تحاصر الشباب المقبل على الحياة، بل وقد تعرقل أولوياته الحياتية، كما أن محترفي العقار -وللأسف- ساهموا في «تكريس» هذاالحرص، بل تفننوا في تغذيته حتى تحول إلى «عشق» بل إلى هوس، مهما كانت ظروف الشباب وبغض النظر عن الجدوى الاقتصادية لهذا المشروع الذي قد يرهق الشباب ويحرمهم من «فرصة» الاستثمار المبكر بدلاً من الدخول في معمعة الديون من أجل عيون «بيت المستبقل»، والذي سيبقى رغم حرص الكبار مشروعاً قابلاً للتأجيل إلى حين؟...
|