قد وافى الأجل المحتوم شيخا من شيوخ الأدب الشعبي، هو إبراهيم بن محمد الواصل، وكان ذلك في مساء الأربعاء 27 رجب 1424هـ، وقد كانت وفاته فجيعة كان لها صدى قوي في الوسط الأدبي بصفة عامة، ولم يملك محبوه وأصدقاؤه إلاّ تقديم أحر التعازي لأبنائه الذين كانوا يظهرون محبة فائقة لأصدقائه، وهذا يعني أنهم يتمتعون بأخلاق فاضلة وسامية. وأقل ما نقول عن وفاة الشيخ إبراهيم الواصل، أنها تعني فراغاً، بل ركنا قد انهد من أركان الأدب الشعبي، لا أقول في المملكة العربية السعودية فقط وإنما في دول الخليج، وربما غيرها.
وقد أجرأ على القول بعد وفاته بأن الرواية التي كان هو شيخها ومرجعها قد عُلّقتْ على مشجب تاريخ الأدب الشعبي ما لم يخلفه شبيه له في حفظ القصائد والنوادر والشوارد، والحكايات الطريفة، والطرف الظريفة، والقصص الموثوقة التي يلقيها إلى أسماعنا كل يوم أحد وأربعاء من كل أسبوع بأسلوب جذّاب بل أخّاذ يشد إليه ذهن السامع، فلا يدعه ينصرف عنه أو يشرد وراء أي خاطرة مهما كانت. ولئن قلت إن وفاته في عصرنا هذا بالذات كانت أشبه ما تكون بانطفاء شمعة مضيئة في سماء الأدب الشعبي، فذلك ما لا يختلف معي عليه أحد. ... وإذا ما أردت أن أصف مجلسه في أقصر عبارة فهو أشبه ما يكون بالحديقة ذات الأزهار المتنوعة الأشكال والألوان، فمهما نقّلْتَ نظرك من زهرة إلى أخرى، فإنك لا تملّ طيلة بقائك في مجلسه. تسأله فيجيبك إجابة شافية كافية، وتسكتُ فيحدثك بما كنت تود أن تسمعه.
رحمك الله يا أبا محمد رحمة واسعة، وأسكنك فسيح جناته، وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان.
أحمد عبدالله الدامغ
|