|
|
لقد ظلت الطبيعة المنزل والمعين الذي لا ينضب لوحي الشعراء وهي أهم المصادر التي شاعت حتى سيطرت على فنون الشعراء جميعها، وهي أهم مصادر الإلهام الشعري للشعراء ولها يلجؤون ومعهم مشاعر متباينة في أوضاعها فتجد الشاعر الحزين يزاوج بين نفسه وبين الطبيعة من خلال اشعار تتولد من خلال التلاقح الذي يخرج لنا في النهاية شعرا يماثل هذه النفوس ويلائم ما تمر به من صحة ومرض، من خوف وحزن، من رضاء وسخط. والشاعر العربي القديم هو شاعر طبيعة من خلالها يبث لها همومه وآلامه ويرمي بها أشجانه، يرى في رمالها فُرشاً وثيرة يتكئ عليها ويرى في سمائها لحافاً يتدثر به من وهج الهجير، وصقيع الشتاء ، ينير باشعاره دروب التائهين الذين يبحثون عن الماء والكلأ، يصف الديار والمنازل وصفاً دقيقاً مدللاً على مواهب فطرية وهبها الله له وتجارب اكتسبها من معايشته لهذه الأرض او تلك، وهذا ما جعل الشعر العربي القديم يحتفظ بمكانته في جميع الطبقات رغم مرور عقود طويلة على انتاجه وهذا إن دل إنما يدل على قوة معانيه وجزالة ألفاظه ومواهب الشعراء الذين ابرزوه لنا بهذه القوة والسحر الفاتن.. وهذا ينطبق على قدامى الشعراء في الجزيرة العربية الذين خلدت لهم روائع من الشعر الشعبي وصاروا قدوة للمبدعين في هذا العصر. |
[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة] |