Wednesday 8th october,2003 11332العدد الاربعاء 12 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

منح أراضٍ في مخططات بلا طرق ولا تصلها السيارات منح أراضٍ في مخططات بلا طرق ولا تصلها السيارات
حي «المهدية» بغرب الرياض أقدمها وأكثرها تضرراً
منح أراضي المهدية شملت أساتذة جامعيين وعسكريين ولكنهم ما زالوا محرومين من الاستفادة منها

تحقيق: محمد الناهض
بين مخططي عرقة ولبن وعلى مقربة من الحي الدبلوماسي بالعاصمة الرياض وبين واديين عميقين يقع احد اشهر مخططات المنح والذي بدأ توزيع الاراضي فيه لأصحاب المنح السامية منذ ما يقارب ربع قرن من الآن وبعدد أراض تجاوزت العشرة آلاف منحة إلا أنها ما زالت منحاً للبناء ولكن مع وقف التنفيذ رغم مرور خمسة وعشرين عاما.
انه مخطط حي «المهدية» الذي يقع غرب العاصمة في موقع جغرافي جميل واخاذ الا انه في الوقت نفسه بلا طريق.
نعم بلا طريق وعلى اصحاب المنح البحث عن سيارات ذات دفع رباعي او طائرات تنقلهم الى اراضيهم ومنحهم التي تقدموا بصكوكها الى البنك العقاري وبدأ الاعلان عن منحهم قروضاً للبناء ولكن مع ذلك لا يستطيعون الوصول الى اراضيهم.
هذا الحي ما زال بانتظار طريق يوصله بالاحياء المجاورة له وما زال حلم ملاك اراضيه في استكمال الطريق الدائري الذي سيمر بالتأكيد بهذا الحي فيما لو تم تنفيذه.. وبين الوعود وسنوات الانتظار عاش هذا المخطط حتى الآن بلا ادنى خدمات من كهرباء او سفلتة أو مياه او أي خدمات أخرى توحي بأنه يتم اعداده كحي سكني مستقبلي.
وأمام ذلك كانت ل «الجزيرة» جولة في هذا المخطط لتقف على الحقيقة وتلتقي ملاك الأراضي وأصحاب مكاتب العقار فماذا قالوا عن هذا الحي:
بداية كان اللقاء مع عدد من الاساتذة الجامعيين حيث يشكلون نسبة كبيرة من ملاك اراضي حي المهدية بعد ان تم تطبيق منح عدد منهم في هذا الحي.
حيث التقينا وفي احد مكاتب العقار بالدكتور عبد الرحمن حمود الحمود فأفاد بأنه حضر الى المكتب ليس للبيع ولا الشراء ولكن لتلمس اخبار المهدية.
وأضاف: لدي أرض ممنوحة لي منذ 23 عاماً ولكني لا استطيع بناءها ولا استثمارها وذلك لعدم وجود طريق يصل المهدية بأحياء الرياض فهو حي معزول حتى الآن ولا نكاد نصل اليه الا مع طريق الوادي وسيارة دفع رباعي وبعد شق الانفس فكيف يتسنى لاحد ان يبني فيه او يسكنه؟
وأنا هنا استشف الاخبار لعل هناك جديداً حول مشروع استكمال الطريق الدائري الذي طال انتظاره فمدينة مثل الرياض تحتاج الى اكثر من طريق دائري اسوة بغيرها من المدن الكبرى فما بالك ببقاء طريقها الوحيد دون استكمال حتى الآن.
فالجزء الغربي من هذا الطريق الحيوي الذي يمتد من الجسر المعلق بحي لبن الى ان يصل الى الضلع الشمالي شمال جامعة الملك سعود فيما لو تم تنفيذه فسيخدم أحياء المهدية وعرقة ويوصلها ببقية احياء العاصمة وكذلك سيخفف من الزحام الشديد الذي يشهده طريق جدة الآن الذي يخترق الحي الدبلوماسي مرورا بجامعة الملك سعود.
واضاف الحمود: اننا بانتظار هذا الطريق لكي يتسنى لنا الاستفادة من منحنا واراضينا التي ما زلنا معزولين عنها ولا نعلم الى متى سيطول انتظارنا.
فيما يقول الدكتور عبدالعزيز القرني أحد الممنوحين في هذا الحي: لقد تم منحي أرضاً قبل أربعة عشر عاما ومنذ ذلك الحين وأنا أعد زوجتي وأبنائي بمنزل ملك فأنا في نفسي أرغب البناء في هذه المنطقة خاصة وأنها مرتفعة وقريبة من وسط الرياض إلا أن وعودي لأبنائي أصبحت كلها وهم فمنذ ذلك الوقت وأنا أعدهم وما زلت اتنقل من منزل ايجار الى آخر وذلك بسبب انتظاري لمشروع طريق يربط المهدية ببقية أحياء العاصمة ولكن طال الانتظار.
ما زلت انتظر
ثم التقينا محمد السعيد الذي يقول انني أرجو من الله ألا يكون اسمي ضمن الممنوحين في الدفعة القادمة من قروض صندوق التنمية العقارية لأني لا أملك سوى هذه القطعة التي تم منحي إياها من المقام السامي قبل خمسة عشر عاماً في المهدية ولكنني لا استطيع بناءها لأنه لا طريق يصل الى الحي ولا مشروع استكمال دائري العاصمة تم تنفيذه وما زلت انتظر هذاالمشروع وغيرها من مشاريع البنية التحتية لهذا الحي الذي منحنا فيه أراضي ولكننا لا نستطيع بناءها ولا نعلم الى متى يستمر الحال.
الطريق فقط
فيما يتفق أصحاب مكاتب العقار الذين يوجدون بالعشرات في هذا الحي ويمارسون حركة بيع وشراء نشطة هذه الأيام على ان المهدية سيبدأ البنيان فيها فور استكمال الضلع الغربي من الطريق الدائري الذي سيمر بحي المهدية متجهاً نحو حي «عرقة» وصولاً الى الضلع الشمالي للطريق الدائري لأن المهدية الآن لا يوجد طريق يربطها بالرياض غير الطريق الميت الذي يمر بالوادي.
فيما يقول أحد رجال العقار المعروفين ان تجار العقار يجذبون الزبائن ويوهمونهم حول الشراء في هذا المخطط بأن الطريق سيفتح في العام القادم.
نريد تاريخاً محدداً
فيما يتحدث سعد القحطاني أحد أصحاب مكاتب العقار فقال: نحن في حاجة للحد من الاشاعات التي تثار حول هذا المخطط فضحيته صغار المشترين الذين يخدعون بارتفاع الأسعار خلال أيام معينة بسبب اشاعة حول ترسية مشروع ايصال الطريق الى المهدية ويقوم بالشراء ويتعرض للخسارة وبعضهم قد يتعرض لدين لكي يحصل على قطعة بسبب تلاعب واشاعات بعض أصحاب المكاتب والحل بالطبع في اعلان الجهات المسؤولة في وزارة النقل بمواعيد ترسية مثل هذه المشاريع لكي يكون صاحب الأرض أو المستثمر على بينة من أمره.. فأراضي المهدية بلا طريق لا يمكن الوصول اليها بسهولة مما يصعب من امكانية البناء فيها واستثمارها وفي الوقت نفسه لو وصل اليها الطريق الدائري فإن الحي سيصبح من أجمل أحياء العاصمة لتوسطه وارتفاعه وجمال موقعه.
سأبيع بأي سعر
وفي أحد مكاتب العقار التقينا أحد أصحاب الأراضي حيث يقول خالد المنصور أحد الذين تم منحهم أرضاً في حي المهدية: لقد حضرت وسأبيع بأي سعر عندما أجد زبوناً لأنني سئمت من الانتظار وكذب العقاريين فأنا أريد أن أصدق مع نفسي ومع أسرتي فمنذ زمن وأنا أعد أبنائي بمنزل ملك في حي المهدية الذي ما زال قطعة من الصحراء لا يصلها أي طريق. أنا أريد تصريحاً لأي من الجهات المسؤولة حول هذا المخطط ينقذني وينقذ أسر كثيرة تريد السكن والبناء في هذا الحي ويحدثنا عن مستقبل حي المهدية ويوضح متى سيتم تطوير المخطط فالناس ما زالت تعيش على الأمل.
من أرقى الأحياء
ويؤكد أغلب الممنوحين أن المهدية ستكون من أرقى أحياء الرياض لو تم الالتفات اليه فهو في حاجة الى مد الطريق الدائري الذي لا يتجاوز عشرة كيلومترات وربطه بطريق مكة وستبدأ الخدمات توالى فلن تطول مدة اكتمال الخدمات فور ربط الطريق.
من الجولة
- رغم الـ25 سنة وهي عمر المخطط فما زال بلا خدمات ولا يعلم أصحاب الأراضي متى سيتم ايجاد أدنى مقومات الحياة والسكن فيه.
- الكهرباء والسفلتة مطالب ملحة لأصحاب الأراضي والممنوحين لكي تدب الحياة في المخطط من جديد.
- من حاورتهم «الجزيرة» أكدوا أهمية معرفة حقيقة مشروع استكمال الطريق الدائري الذي سيخدم الحي بطبيعة الحال.. فالاشاعات والأقاويل هي المحرك لسوق الأراضي في الحي حتى الآن كما أن مسؤولي وزارة النقل وكذلك أمانة مدينة الرياض ما زالوا بعيدين عن الادلاء بأي تصريح رسمي يثبت أو ينفي ما يقال.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved