السمع عند الأطفال من الحواس المهمة، بحيث يساعد الطفل على الاتصال بالعالم الخارجي. فعندما يستمع الطفل الحديث الولادة الى كلام أمه يتعلم النطق، وعندما يذهب الى المدرسة فإنه يستمع الى شرح المدرس فيتعلم. فأي نقص بالسمع يعيق الطفل.
فإذا كان النقص كبيراً في السنة الأولى من العمر، لا يتعلم الطفل النطق، وإذا كان النقص بسيطا بحيث لا يلاحظه الأهل يتأخر الطفل في المدرسة ويظن الجميع بأنه كسول أو قليل الفهم.
لذا وجب الانتباه الى مقدرة الطفل على السمع، وعادة ما تنتبه الأم التي لها خبرة بتربية الأطفال خصوصا عندما ترضع الطفل من صدرها ويحدث صوتاً عاليا كرنين الهاتف أو اغلاق الباب بقوة فإن الطفل يذعر بين يديها، فإذا لم يحدث ذلك فإن الأم ستلاحظ بأن طفلها ليس كبقية أطفالها. كذلك في الشهور الأولى يتوقع الأهل من الطفل أن يلتفت نحو مصدر الصوت فإذا لم يحدث ذلك فمن الممكن أنه لم يسمعه.
أما ما بين السنة الأولى والثانية فتوقع الأهل من الطفل أن يبدأ بنطق الكلمات الأولى للأطفال، فإذا كان الطفل لا ينطق في هذه المرحلة فلا شك أن الطفل لا يسمع ويؤكد ذلك ملاحظة المدرسين في المدرسة بأن هذا الطفل لا ينتبه الى الشرح في الفصل، أو لا يستجيب الى النداء ولا يندمج مع زملائه.
وهنا تأتي أهمية الكشف الأولي للطفل من قبل الأطفال والذي يشرف على برنامج اللقاحات والتطعيمات للطفل، حيث يقوم بالكشف على سمع الطفل بصفة دورية، وإذا كان هناك شك من قبل الأهل أو طبيب الأطفال في أن الطفل يشكو من نقص السمع، تجب إحالة الطفل الى طبيب الأنف والأذن والحنجرة للتأكد من سمع الطفل وتحديد النقص.
وفي هذا العصر هناك أجهزة جديدة للكشف على الأذن وتخطيط السمع لدى الأطفال حديثي الولادة، مما يحدد نسبة الضعف وسببه، وعادة ما يكون العلاج حسب السبب ونسبة النقص. واليوم أصبح هناك مراكز مخصصة لهذه الحالات كما ان نتائج العلاج جيدة والحمد لله.
ونحن كأطباء متخصصون في أمراض الأنف والأذن والحنجرة نوصي بأن يتم الكشف السمعي على جميع الأطفال في اليوم الثاني للولادة وقبل أن يترك الطفل المستشفى، كما يجب أن يتم الكشف على سمع الطفل في السنة الأولى من العمر، وكذلك قبل الدخول الى المدرسة على أن تستمر كل عام عند بداية الدراسة، هذا بالاضافة الى الكشف على السمع كلما اقتضت الحاجة إلى ذلك.
د. محمد نبيل الداعوق
استشاري جراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الوجه التجميلية
مستشفى المركز التخصصي الطبي
|