الشيء بالشيء يذكر كما يقولون فعندما رأيت حماسة البعض لتدريس الإنجليزية في المرحلة الإبتدائية تذكرت سابقا عندما كان البعض متحمسا لتدريس المكتبة عندما كانت غير مقررة، كنت أقرأ نقاشاتهم وهم يبينون أهمية تدريسها وفوائد ذلك، حسبوا أن مادة المكتبة ستثقف الطلاب وتحببهم بالقراءة. ثم قررت هذه المادة ولكن ماذا كانت نتيجة ذلك. لا شيء. نعم لا شيء. مادة نظرية باهتة صرفنا الموارد المالية عليها ورواتب المعلمين وطباعة الكتب بلا طائل. الخطأ - في نظري - يكمن في منهج هذه المادة، كان من المفترض أن يكون عمليا تطبيقيا ولكنه أصبح مادة جامدة تعتمد على الحفظ. لدي هنا بعض الاقتراحات التي قد تساهم في تفعيل هذه المادة بحيث تحقق الفائدة المرجوة منها، يجب أن نتفادى الأخطاء الموجودة الآن. اولا يجب أن تكون حصة المادة في المكتبة وسط الكتب لا في الفصل - كما يفعل البعض - وذلك لتهيئة جو ثقافي ملائم لطبيعة المادة، هذا اولا . ثم يجب أن تكون المادة النظرية قليلة لا تتجاوز خمس صفحات، يجب أن يستخلص الطالب المعلومات بنفسه مثلا مقرر في المنهج فقرة «ما فائدة القراءة» وهناك نقاط تحتها مطالب الطالب بحفظها، هذه المعلومة الأولية يستنتجها الطالب بنفسه فلماذا تحفظ وتصم، لماذا أفسدوا هذه المادة؟ اما المعلومات الأعمق يعمل فيها واجب بحثي صغير يبحث فيه عن المعلومة وتكون البحوث صغيرة جدا لا تتجاوز ثلاث صفحات، أشبه بالواجب المدرسي المعروف ولكن مع اعتماد الطريقة البحثية الإبداعية التي تعتمد على التفكير والفهم لا النقل المباشر من الكتاب المدرسي كما هو متبع حاليا بحيث يتعلم الطالب من هذه المادة حب القراءة والإطلاع على الكتب لا على الحفظ والصم والنقل المباشر، ويجب أن تكون المراجع متوفرة في المكتبة نفسها وليس من الشرط أن تكون مراجعاً متعمقة وصعبة بل تكون هينة يسيرة لأن همنا أن يطلع الطالب على الكتب ويبدأ بالتعرف تدريجيا على ما فيها ويكتسب مهارات القراءة الخارجية الحرة لا أن نحصر عقله في الكتاب حصرا قد نتقبل ذلك الحصر على مضض في المواد الأخرى ولكن أن يتعدى هذا إلى مادة المكتبة التي هي بوابة للمعرفة الحرة فهذا شيء لا يعقل. فما فائدة المادة إذن؟ اقترح أيضا أن تكون هناك رحلات للمكتبات الكبرى كي يطلع على موارد المعرفة بنفسه ويعرف كيف يستعير الكتب ويقترب منها أكثر. هذه أمنيات أتمنى تحقيقها فالعبرة ليست في أن تدرس هذه المادة او تلك ولكن الأهم من ذلك هل سيستفيد الطالب منها ام لا ففي تدريس اللغة الإنجليزية في الإبتدائية يجب أن نفكر كيف نجعل الطلاب يستفيدون من هذه المادة ولا نبالغ في احلامنا ونحسب أن اطفالنا سيتحدثون الإنجليزية بطلاقة مثل الإنجليز فنطالب بتدريس الإنجليزية لأطفال صغار لم يتقنوا بعد صلاتهم ونثقل عليهم، الاكتفاء بالصف السادس جيد في نظري. والله ولي التوفيق.
سارة العبدالله
|