سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
لقد اطلعت على ما كتب في صحيفة الجزيرة يوم الأربعاء الموافق 5 شعبان العدد 11325 بعنوان «شاب عشريني يتبرع بكليته لوالدته» وذكر مندوب الجزيرة بأن شاباً لا يتجاوز عشرين عاماً يدرس في المرحلة الجامعية يتبرع لوالدته بكليته حينما داهمها فشل كلوي.
فتعقيباً وتعليقاً على ذلك أقول: إنه حقاً لشاب يستحق كل الدعاء له بالتوفيق وإنه لشاب يستحق كل الخير وسوف يسعده ابناؤه في المستقبل إن شاء الله فلن يضيع الله عز وجل هذا الفعل الجميل، ولكن ذكر مندوب الجزيرة بأن هذا الشاب ضرب أروع أمثلة البر حينما تبرع لوالدته بكليته، فأقول للمندوب يا سبحان الله هل هذا الفعل يعتبر من أروع أمثلة البر في والدته!!
يا أخي الكريم الا تعلم ما معنى والدته؟
إنها هي التي كانت سبباً بعد الله سبحانه وتعالى في وجود هذا الشاب في هذه الدنيا، إنها هي التي تحملت حمل تسعة شهور من أجله، هي التي عانت حولين ترضعه من ثدييها، إننا مهما فعلنا لامهاتنا من تبرعات لن نوفيهن ولو بجزء بسيط من حقهن واتجاههن علينا، حتى لو نسير بهن سيراً على الاقدام حجاً او عمرة إلى مكة، لن نوفيهن ولو بجزء بسيط من حقهن علينا، هن اللاتي سبقن أن سهرن وتعبن من اجلنا، إن الأم تحزن إذا حزنت وتمرض إذا مرضت، وتسهر الليالي من أجل ابنها، فالإنسان منا ينظر إذا كان في مرض كيف تكون حالة والدته، وكأنها هي المريضة، وعكس هذا فلينظر إذا تشافى كيف تكون سعيدة هذه الأم التي تمتلك حنان الأمومة الفطري، فالإنسان منا يجب الا يكتفي بتبرع من اجلها فقط، ولكن ليموت لكي تحيا هي، يجب أن يكون الابن كالشمعة يحترق من اجل والدته، يجب ان يقوم بإسعادها بكل ما يملك، وفي الختام من اراد السعادة الحقيقية فليرضي والديه، وبالذات الأم، وسوف يفتح له الله سبحانه وتعالى جميع الأبواب المقفلة في وجهه، ايضاً اوجه نصيحة عبر زاوية «العزيزة» أرضي واسعد والدتك، وانظر كيف تتغير حياتك إلى الأفضل، اللهم احفظ امهاتنا من كل مكروه، وامدهن بالصحة والعافية، وأدعو لهذا الشاب بالتوفيق في الدنيا والآخرة، والله من وراء القصد.
محمد بن عبدالرحمن القبع / القصيم - الاسياح
|