القضاء على «العدو الرابع» بهذه الطريقة!

سعادة الاخ الاستاذ خالد بن حمد المالك - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قرأت بعض ما كتب عن الابل السائبة وكان آخر ما قرأت ما كتبه الاخ عبد العزيز السحيباني، وقد اجاد وافاد جزاه الله خيرا ولكن معظم اقتراحاته مكلفة وان كانت صائبة.
اقول وبالله التوفيق ان حكومتنا الرشيدة ما نهجت منهجا ولا سلكت مسلكا الا ونجحت به بكل المعايير وقد قضت بفضل الله تعالى على اعداء الانسان الثلاثة «الفقر، الجهل، والمرض» بكل كفاءة واقتدار وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل عزم الرجال المخلصين.
وقد ظهر عدو رابع للانسان في المملكة خاصة وهو إهمالنا «الابل السائبة» وهذا العدو ليس من الصعب القضاء عليه اذا وجد العزم والنية الصادقة ولكن المسؤولين لم يولوه الاهتمام لانه قد لا يمثل مشكلة من وجهة نظر بعض المسؤولين مع اننا لو رجعنا الى عدد الارواح التي ازهقت بسبب الابل السائبة لعرفنا حجم المشكلة.
فالمسؤولون لم يهتموا بموضوع الا ووجدوا له حلا وانني على ثقة بأن المسؤولين لديهم الحل لكني اقف عاجزا عن معرفة السبب الكامن وراء عدم القضاء على هذه المشكلة ومن وجهة نظري فإن الحل يكمن في طريقة واحدة كفيلة بالقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة وذلك بتكليف فريق في كل منطقة ومحافظة ومركز وهجرة، يقوم هذا الفريق بالقبض على الابل السائبة ووضعها في شبك يتم اعداده مسبقا وتجهيزه بالعلف والماء ثم يتم بيع تلك الابل بالمزاد ولا تسلم لاصحابها مهما كانت الاسباب حتى وان حضر صاحبها وانما يقوم بالمزايدة بها وشرائها اذا رغب ذلك ثم ايداع ثمنها في حساب خاص يتم الاتفاق على صرفه على احدى الجهات مثل الجمعيات الخيرية او الضمان الاجتماعي او الزواج او اصلاح الطريق بعد حسم قيمة الاعلاف ومكافأة من يقوم بالعناية بها قبل بيعها.
علما ان تلك الابل لها اضرار اخرى على اصحاب المزارع ولكن هذا الضرر اخف من القتل.
هذا الاقتراح اذا طبق بالشكل الصحيح فإننا لن نجد اية ابل سائبة. بقي ان اوجه كلمة لاصحاب الابل السائبة لأنهم في تركهم ابلهم سائبة يسهمون في ازهاق ارواح الابرياء فأقول لهم اتقوا الله، كم من الارواح ازهقت بسبب اهمالكم وكم من النساء ترملت وكم من طفل اصبح يتيماً بسبب اهمالكم وأنتم تتمتعون بالراحة والسعادة ومنكم من يقوم باخفاء معالم بعيره بسلخ «الوسم» او غير ذلك من الطرق الملتوية خوفا من العقوبة الدنيوية غير آبه بالعقوبة الاخروية.
يقول المثل الشعبي «يا مودّع الحلال بِعْه» يقول المثل لمن لا يعرف معناه اذا كان عندك حلال «وهو يعني الابل او الغنم او ما شابهها» ولم تكن قادرا على رعايته وحفظه وقمت بايداعه مع احد الاشخاص لحفظه فإذا وصلت الى تلك الدرجة فعليك ببيعه فما بالكم بمن يقوم بتركه سائبا؟!
اتمنى ان يجد هذا الاقتراح الآذان الصاغية والقلوب الواعية لأن ترك الحبل على الغارب لهؤلاء يزيد من المشكلة ويشجع اصحاب الابل على التمادي في مشكلتهم.