مع بداية العام الدراسي تبدأ الأسرة بالاستعداد للمدرسة بشراء الأدوات والملابس وتنسى ان الاستعداد النفسي لدخول المدرسة هو الأهم خاصة إذا كانت السنة الأولى التي يذهب فيها الطالب للمدرسة.
وتقوم المدرسة من جهتها باستقبال الطلبة المستجدين بأسلوب مريح يجعلهم يحبون المدرسة على الأقل في الاسبوع الأول فيقدمون لهم العصيرات والحلويات ويتركونهم يلعبون ويسمحون لهم بالخروج قبل أقرانهم ولكن بعد هذا الاسبوع يفاجأون بمعاملة مختلفة ويختفي العصير والحلوى.
ولكن ما سبب الخوف حتى لدى الكبار من الطلبة هل هو الرهبة من المجهول وهل يخاف الأطفال من صوت المكبر ومن المدرسين الذين لايعرفهم ومن الطلبة أيضاً أم ان هذه الرهبة بسبب الانفراد والبعد عن البيت والأسرة وبالنسبة للكبار ربما يكون الخوف من العام الجديد وما يحمله من تحديات واختبارات ومشاكل طوال العام.
وأسرة الطالب المستجد يجب ان تشرح له قبل الذهاب للمدرسة كيفية التعامل مع المدرسة وعدم الخوف منها وانها مجرد مكان يلتقي فيه بأصدقائه ويجب أيضاً ان يفهم الطفل أن هناك أساتذة يجب ان يخدمهم وان هناك دروساً يجب ان يحفظها ويفهمها حتى لاتحدث مفاجأة ويذوب الحلم الوردي.
وهناك بعض الطلبة يكون لديهم اشتياق لاساتذتهم وزملائهم ولكن ليس للدروس والكتب والدفاتر وهناك من الصغار من يعتبر المدرسة مكاناً للعب ويجب على الأسرة ان تعطي الطفل الصورة الواضحة وتبث في نفسه روح المسؤولية وأنه قد أصبح كبيرا ويجب ان يذهب إلى المدرسة مثل اقرانه وان الصغار فقط هم من يجلسون في البيت وان أباه سيكون معه في اليوم الأول ويمكنه ان يطلب من المدير ان يتصل به إذا أراده عند الضرورة.
والمدرسة هي الصرح أو المؤسسة التي تقيمها الدولة وتنفق عليها مئات الملايين لتربية وتعليم النشء، وهذا الهدف في حد ذاته هو الذي تسعى إليه الدولة لكي يساهموا في بناء الدولة عندما يكبرون ويصبحون متعلمين مثقفين واعين، لذا يجب ان تكون المدرسة مكانا محبباً إلى نفس الطفل والشاب يقضي فيه معظم وقته بعد منزله ويقابل فيه اقرانه واساتذته كما يقابل أفراد أسرته في بيته.
فهل يقوم كل منا بواجبه من أجل هذا الهدف حتى تكون المدرسة مكاناً محبباً لأطفالنا وشبابنا وينقل جو الأسرة إلى المدرسة فيشعر الطفل بأنه بين أهله وأن يكون التعليم عن طريق اللعب وان يكون طابور الصباح متعة وليس تذنيبا وألا يكون وقته طويلاً.
ويجب تحفيز الطفل للذهاب للمدرسة وافهامه بانها هي الأسرة الثانية له وان ذهابه للمدرسة لايتعدى عدة ساعات وسوف يجد هناك من الأصدقاء من يحبهم ويحبونه وأنه سيجد المتعة هناك.
ولاشك ان كل جديد منفر وقد يفضل الطفل الغياب عن المدرسة بعد اليوم الأول أو الاسبوع الأول فتصبح المدرسة عاملا للطرد بدلا من الجذب لذا يجب خلق الجو المناسب المكتمل بالألوان والألعاب ويكون من ضمن المناهج الرسم والتلوين واللعب في معظم الوقت فيتحقق بذلك حبه للمدرسة.
أما بالنسبة للكبار فيجب أخذ رأيهم في المناهج وتزويدهم بالمعلمين المؤهلين الأكفاء وجعلهم يحبون الأنشطة الرياضية حتى لاينفروا من المدرسة أو أبعد من ذلك ينتقمون منها، فالبعض ممن يكره المدرسة يخرب البرادات ويكتب على الحوائط في الحمامات وغيرها وقد يتعدى على بعض هيئة التدريس ومملكاتهم.
وأخيراً يأتي دور الثواب والعقاب الذي يجب ان يتناسب مع الفعل فيكون له الأثر الرادع لأن العقاب أو الثواب إن كان شديدا بالنسبة للفعل أو قليلاً فإنه يفقد أثره.
وعندما يشعر الطفل أو الشاب أن أساتذته يعاملونه مثل والده أو أخيه الأكبر فإنه بلاشك يحبهم ويتمنى أن يقابلهم كل يوم ويحب المواد التي يدرسونها والعكس صحيح فلو كرههم يكره الذهاب للمدرسة ويكره المواد التي يدرسونها.
وفي النهاية فإن الدولة أعزها الله تبذل الجهد والمال الوفير من أجل هذا الهدف النبيل فلنكن جميعاً حريصين على هذا الجهد والمال حتى لايضيع هباءً وان يكون له المردود المناسب في المستقبل حتى نصل إلى مانريده جميعاً بإذن الله ولكن المهم ان تكون المدرسة عامل جذب للطالب بما تحتويه من برامجها من لعب وتعليم وترفيه وليس مكان طرد للطلاب والله الموفق.
|