عملت اسرائيل بتشجيع من الولايات المتحدة على فتح المزيد من الجبهات معتقدة أنها في سبيل شن حرب «تأديبية» لكل من لا ينصاع أو يستجيب لتهديداتها المتواصلة، وقد جاء قصف منطقة شبعا اللبنانية بعد يوم من الغارة التي شنتها اسرائيل شمال العاصمة السورية. وقد فتحت تصريحات الرئيس الأمريكي حول ما أسماه حرية اسرائيل في اختيار سبل حماية نفسها، الأبواب واسعة أمام خيارات الحرب الاسرائيلية حيث جاء التصريح بمثابة تشريع للعدوان وتشجيع له. ولن تجد اسرائيل ما يمنعها لنقل عدوانها في كل صباح إلى حدود عربية جديدة طالما أن القوى العظمى الوحيدة في العالم تساند اعتداءاتها بينما يخبو تأثير الكتل الدولية الأخرى أمام جبروت هذه القوة وليس في مقدورها التصدي للحلف الأمريكي الاسرائيلي. وفضل رئيس وزراء إسرائيل أرييل شارون رفع التصعيد إلى درجات أعلى منتهزاً الأجواء المثالية المتوفرة له ليقول إن اسرائيل مستعدة لضرب أعدائها في أي مكان وبأي طريقة. وقد لا تكون إسرائيل تنوي فعل الكثير حالياً لكنها حتماً ستستفيد كثيراً من ردود الفعل وسيصبح كل ما جرى في ظرف اليومين الماضيين تجربة مهمة ستدرس نتائجها وربما تبني عليها سيناريو لحرب شاملة معتمدة على تفوقها العسكري وعلى المباركة الأمريكية لاعتداءاتها وعلى ظروف المنطقة. ما يحدث حالياً يؤشر لسوابق سلبية في العلاقات الدولية أبرز سماته انحياز الكبار للقوة الإسرائيلية الغاشمة الظالمة وصمت بعض الكبار عن العدوان أو عجزهم عن التصدي له.
|