Wednesday 8th october,2003 11332العدد الاربعاء 12 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وعلامات وعلامات
في المنهج الدراسي.! «1»
عبدالفتاح أبو مدين

طالعت جدول سنة أولى ثانوي، للعام الدراسي الحالي وهو غير «حالي»، 1424/1425هـ، فوجدته مكتظاً إلى حد التعجيز، وأدركت أن الذين ينجزون المنهج ومواده، لا يعيشون الواقع، وأن الوزارة نفسها، يبدو أنها مثقلة حتى إنها لا تنظر إلى شيء من هذا الركام المعجز للطلبة والذي لا يطاق، والنتيجة هي الفشل الذريع، في هضم مقرر، تبلغ مواده «19» تسع عشرة مادة.!
* وأرجو أن يكون من حقي، وفق مبدأ حياتنا، أن - الأمر شورى - بيننا، لكني لم أجد شيئاً من الشورى، في قضية تهم مستقبلنا التعليمي، فحشو الأدمغة بمواد، لا طاقة ولا قدرة ولا قِبل للطلبة والطالبات على هضمها وفهمها.. ولعلي قد تساءلت من قبل، ورجوت مشاركة أولي الذكر، في اختيار منهج ومواد الدراسة، وأشرت إلى مجلس الشورى وما فيه من كفاءات، قادرة على الإدلاء بالرأي والاختيار، وكذلك في جامعاتنا، لو أن وزارة التربية والتعليم، استعانت بهم بعد الله، لكانوا عوناً، وكانوا نصحاء، لأنهم يدركون لما ينبغي أن يقدم لأبنائنا وبناتنا، مما ينفعهم ويعينهم على التحصيل المجدي والنجح.!
* إنني بدوري، أدعو مجلس الشورى الموقر، أن يمارس صلاحياته في قضية هي عماد مستقبل الملايين من جيل اليوم والغد، وذلك بالدخل في قضية المناهج التعليمية، وأن تسمع له وزارة التربية والتعليم والجامعات - وزارة التعليم العالي-، لينصح بما يعين ويحقق أهدافاً ترتقي بالتعليم، لأن السبيل إلى الأقوم والأحكم والمجدي، غير متوفر، وفي غيابه لا يتحقق الطموح لملايين الطلبة والطالبات الذين يتلقون الدراسة في التعليم العام والجامعي.!
* إن الاستعانة بأهل الذكر، لا يضير وزارة التربية والتعليم، وهي المعنية أولاً لأنها أساس النهوض بالتعليم العام، ثم وزارة التعليم العالي، لأن من يتخرج في الجامعات، إذا لم يدرس متطلبات الحياة والسوق، بجانب التعليم الديني للمتخصصين، فإننا أشبه بمن يحرث في البحر، ونحن نزعم أن لنا طموحات وأهدافاً واحتياجات ومناهج تلبي ما تريد الحياة.!
* إن الشعب كله، سيقدر وزارتنا التعليمية أو وزارتينا، وسيحسب لهما هذه الخطوة الرائدة، إذا أقدمتا عليها، ثم ستخف وطأة النقد عليهما، حين يكون معهما مشاركون في تحمل مسؤولية مسيرة التعليم بكل جوانبه وتخصصاته، ذلك أن الوطن للمواطنين، وينبغي أن يسمع لأهل الرأي البنّاء، وإلا فإننا نحيد عن الشورى التي أمرنا بها، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، وهو الرسول الموحى إليه، ومع ذلك قال له خالقه: { وّشّاوٌرًهٍمً فٌي الأّمًرٌ }، وقال الحق: {وّأّمًرٍهٍمً شٍورّى" بّيًنّهٍمً }، وفي الأمور الدنيوية، قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه: «أنتم أعلم بشؤون دنياكم».! فلماذا نحيد عن مبدأ قيِّم، وأننا أحوج ما نكون إليه.. وصدق أبو الطيب القائل:

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved