Wednesday 8th october,2003 11332العدد الاربعاء 12 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت انت
من مجالات التغيير: ان يبدأ الحوار
م. عبدالمحسن بن عبدالله الماضي

الحوار كمفهوم لغوي وفكري وحضاري هو البحث عن الحقيقة.. عبر تبادل منظم وصريح للأفكار ووجهات النظر بين طرفين (أو أكثر).. مختلفين على مجموعة قناعات.. ويهدفون للتعايش معا بأفضل صورة.. سواء بالتوصل الى قناعات مشتركة.. أو مساحات التقاء.. أو بتفهم كل طرف للآخر.
الحوار لا يمكن ان يكون فاعلا إلا في إطار حرية غير مقيدة للفكر والتعبير.. دون تزلف أو نفاق.. حرية راشدة غير منفلتة.. فالحرية الراشدة صمام أمان للمجتمع.. تتيح الفرصة لتلاقح الافكار وتقارع الحجج.. للوصول الى أفضل النتائج المرجوة من الحوارات. كل ذلك سعياً لتنمية المجتمع وحمايته من التطرف والغلو والانحراف.. الذي يقود الى الانحطاط والتخلف.
الحوار هو عرض لفكر يصب في صالح وخدمة القرار أو التشريع ويسانده
ان الاطراف المعنية بالحوار ثلاثة:
أولها القيادة: التي ترغب في ان يكون الحوار اسلوباً بناء من اساليب الحياة في المملكة العربية السعودية.. وموجهاً للإمكانيات والطاقات التوجيه الصحيح.. وذا أثر فعال في محاربة التعصب والتطرف والغلو.
وثانيها: هي القوى الفاعلة والمؤثرة في المجتمع.. التي تريد ان يتوافر لها مناخ مناسب من الحريات والإمكانيات.. التي تمكنها من العطاء والإنتاج.. للمساهمة الفعالة في تنمية البلاد وحمايتها من الأخطار الداخلية والخارجية.
وثالثها: المجتمع الذي يريد حلاً سريعاً وناجعاً للمشكلات التي يعاني منها.
إن التوفيق بين اهداف تلك الاطراف الثلاثة.. وتحقيقها بسرعة تتناسب مع سرعة الاحداث والمتغيرات.. والقدرة على توفير متطلبات الحوار مثل إشاعة ثقافة الحوار بين افراد المجتمع.. وتفعيل دور نتائج وتوصيات المتحاورين لتكون واقعا يلامس هموم المواطن.. تحتاج الى مركز حوار وطني قائم على الثقة والصدق ووعي الواقع وامتلاك المنهج المناسب للمرحلة.. والآلية القادرة على تحقيق النتائج بالسرعة المطلوبة.
والهدف من مركز الحوار يتجاوز التقاء المتباعدين فكرياً واجتماعياً ونفسياً.. الى تأصيل الحوار حتى يصبح جزءا من مكونات المجتمع وعاداته ومهاراته.. التي هي بدورها ستقوده الى مستقبله الواعد الذي ستحدده قدراته العقلية والفكرية ومهارته الاتصالية.. كما يتجاوز مركز الحوار غرضه من كونه تقليصاً لأفكار العنف الى الارتقاء بالمجتمع الى الأمن والاستقرار الاجتماعي.. وليس المطلوب أيضاً من مركز الحوار ان يقود المجتمع بكافة اطيافه ليكون له رأي واحد.. ورؤية واحدة.. بل المطلوب منه ان يحتضن كافة الآراء.. وأن يكون القناة التي من خلالها يتم الاتفاق على دعم رأي الأغلبية.
فالحوار الذي نريده.. حوار يوحد الصفوف ويزيد اللحمة بين الحاكم والمحكوم من جهة وبين أبناء الوطن من جهة اخرى.. وأن يغطي المجالات الدينية والثقافية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاعلامية وغير ذلك.
نحن في حاجة الى الحوار الشفاف في المجال الإداري.. والحوار في قضايا المرور والمخدرات وتوطين الوظائف.. والحوار حول طرق نشر المعرفة وتحديد أُطر زمنية لتنفيذها.
نريد من مركز الحوار ان يكون منصة لاستشراف المستقبل.. بأصوات المواطنين وأفكارهم ورؤاهم وطروحاتهم.. والتي من بعضها سينبثق فكر ينير مسيرة هذا الوطن كالإعلان عن الفرص المفيدة للوطن.. أو الإشارة الى مكامن الخطر.. أو التوصية بالحلول لبعض المشكلات.
نريد من المركز ان يكون الأداة الفاعلة في تحديد اتجاه مسارنا.. وما نود ان نكون ويكون عليه ابناؤنا في القادم من الأيام.. كما نريد من المركز أيضاً ان يكون مصباً لكل الأفكار ولا يتحكم أو يتنفذ فيه صوت أو تيار واحد.. ولا ان يختطف من قبل جماعة واحدة.
نريد من المركز ان يقدم خطة عملية وفق استراتيجية واضحة المعالم ووفق جدول زمني محدد يؤكد لنا ان المركز هو مركز للحوار الوطني لا مركز للحوار البيزنطي.
نريد ان نسمع وان نحاور ذلك الذي كتب في ساحات الانترنت معلنا رفضه لمركز الحوار الوطني وواصفاً له بأنه فكرة صهيونية نصرانية تدعونا للتخلي عن ديننا.. كذلك نريد ان نسمع ونحاور من كتب في جريدة الوطن.. واكد ان السعوديين هم اقل خلق الله معرفة بالعصر والعالم والتاريخ.. واكثر المجتمعات توجساً وحذراً من الآخر.. وأنهم أقل تفاعلاً مع الجديد من الرؤى والأفكار والمعارف..وان إشكالية مجتمعنا السعودي هي الوعي الزائف بالحياة المعاصرة وبالتاريخ القديم.
كل رأي نريده أن يعرض ويفحص.. وان يكون العقل هو آلة الفحص، والحوار أداته، وكل رأي نريده، لابد ان يقر أو يرفض وفق رأي الأغلبية.
أخيراً نريد ان يبدأ الحوار سريعاً.. لنصل الى ما نريد سريعاً.. وكلنا أمل في تدخل سمو ولي العهد لتحقيق ذلك.
ختاماً: «الغد لمن يصنعه اليوم».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved