* الرياض - سعيد الدحية الزهراني :
رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض المشرف العام على مكتبة الملك فهد الوطنية مساء أمس حفل افتتاح المؤتمر السنوي الثالث لجمعية المكتبات والمعلومات السعودية بعنوان «المعلومات والتنمية الوطنية» الذي تنظمه الجمعية بالتعاون مع مكتبة الملك فهد الوطنية وذلك بمقر المكتبة في الرياض .
وكان في استقبال سموه رئيس مجلس امناء المكتبة عبد الله العلي النعيم ومدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله الفيصل وأمين عام المكتبة علي الصوينع ورئيس مجلس ادارة الجمعية الدكتور سليمان بن صالح العقلا وعدد من المسئولين.
وفور وصول سمو أمير منطقة الرياض قام بافتتاح المعرض التقني المصاحب للمؤتمر والمقام في بهو المكتبة، حيث قص سموه شريط المعرض إيذاناً بافتتاحه ثم تجول والحضور في ارجائه واطلع على ما حواه من معروضات مختصة بتقنية المعلومات تشارك بها عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات والشركات المختصة، كما افتتح سموه معرض مكتبة الملك فهد الوطنية الخاص بالصور التاريخية والوثائق والمخطوطات عن مدنية الرياض.
بعد ذلك بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القران الكريم، عقب ذلك ألقى رئيس مجلس امناء مكتبة الملك فهد الوطنية عبدالله العلي النعيم كلمة رحب في مستهلها بسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز والحضور.. وابرز جهود الأمير سلمان بن عبدالعزيز الحثيثة واثرها في تحقيق فكرة انشاء مكتبة الملك فهد الوطنية من أجل حفظ انتاجها الفكري وتوثيقه. وبين ان المكتبة استطاعت في وقت وجيز ان تتجاوز مليون وعاء من الكتب والمواد السمعية والبصرية والمخطوطات والكتب النادرة اهمها عناوين المطبوعات السعودية المودعة التي تتجاوز عناوينها سبعين الفاً في اكثر من ثلاثمائة الف نسخة موثقة في البليوجرافية السعودية التي اصدرتها المكتبة وفي قاعدة البيانات المركزية المتاحة للخبراء والباحثين في جميع انحاء العالم عبر الشبكة العالمية إلى جانب حوالي مليوني وثيقة تاريخية لها صلة مباشرة بتاريخ الملمكة العربية السعودية ويستفيد من مقتنيات المكتبة سنويا عشرات الآلوف من الخبراء والباحثين داخل المملكة وخارجها.
وأشار إلى ان جهود سمو أمير منطقة الرياض اثمرت عن موافقة وزارة المالية على اعتماد مبلغ مناسب لاقامة مبنى واسع واشمل للمكتبة في موقعها حيث تقوم الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض برئاسة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز بإعداد الدراسات والتصاميم اللازمة.. بعد ذلك ألقى رئيس جمعية المكتبات والمعلومات السعودية الدكتور سليمان بن صالح العقلا كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض والحضور معبراً عن شكره وتقديره لسموه على رعايته لهذا الحفل ودعم سموه المتواصل للمؤسسات والمراكز العلمية والثقافية. واكد ان الجمعية حرصت منذ اعادة تفعيل نشاطها قبل ثلاث سنوات على اثراء الحركة العلمية والثقافية في مجتمعنا السعودي بوصفها احدى المراكز العلمية في بلادنا لافتا إلى انه انطلاقا من رسالة الجمعية تجاه المجتمع يأتي تنظيم هذا المؤتمرالسنوي الثالث وما يشتمل عليه من ندوات علمية ومعارض متخصصة عن المعلومات وتقنياتها وورش عمل واجتماعات وعرض لمنتجات بعض الشركات المتخصصة في حقل المعلومات وصناعتها. ثم اعلن الدكتور سليمان العقلا عن موافقة سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز على أن يكون سموه الرئيس الفخري للجمعية.
اثر ذلك القى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الكلمة التالية.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبيه ورسوله الكريم.. من اسعد الليالي ان احضر مثل هذا الحفل معكم ولنفتتح المؤتمر الثالث لجمعية المكتبات والمعلومات السعودية وكذلك ندوة المعلومات الوطنية.
ايها الاخوة..
ان الاهتمام بالامر الثقافي لهو جدير بأن نساهم به جميعاً كل بمجهوده وكل بما يستطيع ولاشك ان احتضان جامعة الملك سعود لمثل هذا المؤتمر وهذه الجمعية هو شيء من واجباتها يجب ان تشكر عليه في هذا المجال فتقوم بخدمة وطنية كبرى لبلادنا ولمثقفينا ولطلبة العلم ولابنائنا الدارسين.
ان الاهتمام بمثل هذه الامور من الاشياء التي عرفها التاريخ العربي منذ القدم وعندما شاهدت اليوم الاجهزة الفنية كالانترنت وما شابهها التي يستطيع الانسان فيها ان يأخذ المعلومات وهي في اقصى الارض في لحظات تذكرت عندما كان يرحل طلبة العلم من الشرق الى الاندلس ومن الاندلس الى الشرق حتى يكتسبون العلم وينسخون الكتب فأين نحن منهم الآن.. اذا الوسائل مهيئة والحمدلله لابنائنا حتى يدرسوا ويتأملوا وينتجوا كل في مجاله ولاشك ان المكتبات وانتشارها في كل انحاء البلاد هذا من الاشياء المهمة التي تقوم وزارة التعليم العالي والجامعات ووزارة التربية والتعليم بواجبها فيه واطلب منها المزيد، كذلك تقوم مكتبة الملك فهد وتقوم مكتبة الملك عبدالعزيز وتقوم دارة الملك عبدالعزيز بجهودها في هذا المجال وهنا كذلك مكتبات اخرى اهلية يجب ان تشكر على مجهوداتها وألاحظ في السنوات الاخيرة نمو انتشار الكتاب ورواجه في هذه البلاد وازدياد انتاج الوطني من مفكريه في هذا المجال وهذا شيء يجب ان نشجعه ونعمل له وانا ان حضرت بينكم اليوم فأحضر بين اخوان واصدقاء أعتزُ ان اكون بينهم واعتز بالصلة الدائمة بيني وبينهم وبين ما يكتبونه.
ايها الاخوة..
كما شكرت الجامعة وشكرت الجمعية يجب عليّ ان اشكر مكتبة الملك فهد الوطنية على احتضانها لمثل هذا المؤتمر وهنا يجب ان اذكر واشكر الله قبل كل شيء ثم الملك فهد حفظه الله وهناك معلومة لابدانكم سمعتم عنها ويطيب لي ان اكررها عندما بويع الملك فهد بولاية هذه البلاد رغب ابناء الرياض بتكريمه وفعلا جمع مبلغ «45» مليون ريال للاحتفالات والتكريم واذا بالملك فهد لا يرغب ان يكون الاحتفال به بهذه الطريقة وفضل ان يكون حفلاً بسيطاً صار في استاد الملز كما يذكر بعضكم وفضل ان يستثمر هذا المبلغ في عمل وطني نافع للحاضر والمستقبل وفعلا بدأت فكرة مكتبة الملك فهد الوطنية كمكتبة وطنية أم للمكتبات في كل المملكة وبدأ المشروع وهنا وجدنا ان المبلغ المتبرع به «45» مليون ريال مبلغ كبير ولكنه لا يكفي وقام الملك فهد حفظه الله بتغذية ما نريد ب«40» مليون ريال منه شخصيا وقام هذا المشروع والحمد لله كما ترون وكما ذكر الاخ عبدالله بعد هذه المدة وجدنا ان المبنى لا يستوعب نشاط المكتبة ولا يتسع له فجرى اتفاق بتوجيه سامٍ مع وزارة المالية ان يُبنى مبنى اضافياً في هذا المكان نفسه وفضلنا بل اصررنا ان يكون المكان في نفس المكان لتوسطه البلد ولموقعه التاريخي الذي بُني فيه اول بناء للمكتبة لانه كان المقترح فيه مبنى آخر في مكان اخر لذلك لما اقول هذا اقول الدولة ملكاً وولي عهد وسمو النائب الثاني يهتمون بالنشاط العلمي والثقافي في هذه البلاد، ومَنْ أولى من بلادكم بالاهتمام بهذه الامور! ويسرني في هذه الليلة العلمية ان اكون بينكم واتحدث معكم في كلمة غير مقررة وغير مكتوبة لكني قلتها من الروح إلى الروح والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عقب ذلك كرم سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز المساهمين في انشطة وبرامج الجمعية.
بعدها تسلم سمو أمير منطقة الرياض درعاً تذكارياً من رئيس مجلس إدارة الجمعية بهذه المناسبة.
ثم غادر سموه مقر الحفل مودعاً بالحفاوة والتكريم.
وقد حضر الحفل اصحاب السمو الملكي الامراء والمعالي الوزراء وعدد من رجال الفكر والادب.
| 
