بتأسيس منظمة التجارة العالمية WTO عام 1995م ، أصبح عامل الجودة يلعب دوراً هاماً وأساسياً ومؤثراً في المنافسة العالمية وتحديد قابلية السلع والخدمات للبيع. وتأتي أهمية الجودة في تعزيزها لقيمة السلعة أو الخدمة، الذي عادة ما يستمر لفترة طويلة من الزمن، مقارنة بالسعر أو السمات الأخرى المتعلقة بالسلعة أو الخدمة. وفي ظل انفتاح أسواق العالم بعضها على بعض، أصبحت المؤسسات تركز وبشكل كبير على تبني أنظمة الجودة المرتبطة بقطاع الإنتاج والخدمات. ومن هذا المنطلق، برزت فكرة إدارة الجودة الآيزو9000 (ISO 9000) التي من خلالها تقوم المؤسسات بتسجيل أنظمة الجودة المطبقة لديها والحصول على شهادات المطابقة لمواصفات ضمان الجودة الثلاث وهي الآيزو 3/2/90001 (ISO 90001/2/3) ، وذلك حسب النشاط الذي تمارسه تلك المؤسسات، وكلمة الآيزو (ISO)تستخدم للدلالة على المنظمة الدولية للتقييس وللتعريف بجميع المواصفات القياسية الدولية التي تصدر عنها. وهي كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية (ISOS) التي تعني التساوي، بالذات بين الدول الأعضاء في المنظمة. والمنظمة الدولية للتقييس هي منظمة عالمية من أهم أهدافها تطوير المواصفات القياسية للمنتجات ولأنظمة إدارة الجودة ISO 9000 ولأنظمة البيئة ISO1400 ، وقد أصدرت المنظمة عام 1997م نحو 10900 مواصفة قياسية تغطي جميع تلك المجالات.
وتجدر الإشارة إلى أن المواصفات القياسية الدولية، التي تصدر عن المنظمة، ليست إلزامية وبالتالي دول الأعضاء في تلك المنظمة ليست مجبرة على تطبيقها. ولكي تضمن المؤسسة التجارية تحقيقها لسلسلة أنظمة الجودة التي تتضمنها عائلة المواصفات ISO 9000 ، لابد لها أن تعتمد في تنفيذها لأعمالها على اتباع الخطوات التالية: تحديد كيفية القيام بجميع الأعمال والأنشطة في المؤسسة وتوثيقها، القيام بتنفيذ أعمالها وفقاً لما قد تم توثيقه مسبقاً، الاحتفاظ بالسجلات الداخلية اللازمة لأعمال التطبيق الداخلي للتأكد من أن تنفيذ الأعمال بالمؤسسة قد تم وفق المخطط له وبالشكل الفعال والمطلوب.
وتتركز أنظمة الجودة المبنية على أساس مواصفات الجودة ISO 9001/2/3 على سبعة مبادئ رئيسية هي:
* التنظيم، الذي يتم من خلاله تحديد مسؤوليات كل شخص وصلاحياته والعلاقة التنظيمية بينه وبين الآخرين بالمؤسسة، بحيث يتم إنجاز أعمال المؤسسة بالشكل الصحيح والمطلوب.
* توثيق نظام الجودة، الذي يشمل إعداد دليل الجودة والإجراءات والتعليمات التي لها علاقة بجميع أنشطة العمل بالمؤسسة.
* ضبط وثائق نظام الجودة، ويشمل نظام ضبط وتطوير وثائق أنظمة الجودة ومراجعتها وتعديلها وذلك بهدف تجنب القيام بتنفيذ أعمال في المؤسسة بطريقة مخالفة لما هو معتمد.
* الاحتفاظ بسجلات الجودة بغرض إتاحة الفرصة للمؤسسة وتتبع ما تم إنجازه من أعمال ومعالجة المشاكل المتعلقة بالجودة.
* التحقق من تنفيذ الأنشطة التي يشملها نظام الجودة، بما في ذلك فحص المنتج أثناء عمليات التصنيع للتأكد من مطابقته للمواصفات.
* تحديد حالات عدم المطابقة واتخاذ الأعمال التصحيحية المناسبة في حالة ظهور حالات عدم مطابقة لها علاقة بالمنتج أو نظام الجودة.
* تحسين الاتصال والتعاون بين الأقسام المختلفة في المؤسسة بغرض الحد من حدوث الأخطاء والتأكد من أن كل عامل بالمؤسسة يعرف حجم ونوع المسؤولية المناطة به.
وهناك العديد من المزايا التي تتحقق للمؤسسة والعاملين بها والمتعاملين معها من جراء تطبيق المؤسسة التجارية لأنظمة الجودة الآيزو 9000 من بينها، التخفيض في تكاليف إنتاج المؤسسة وتحسين حجم مبيعاتها وصادراتها.
وقد تبنت المملكة العربية السعودية سلسلة المواصفات القياسية الدولية الآيزو 9000. وتمت تسمية المواصفات القياسية السعودية ب (م ق س. م ق خ . آيزو 9000) ، وهي متطابقة تماماً مع المواصفات القياسية الدولية للآيزو 9000
وخلاصة، لقد فرض انفتاح أسواق دول العالم بعضها على بعض تحت مظلة منظمة التجارة العالمية المنافسة على عنصر الجودة باعتباره أحد أهم العناصر الأساسية المطلوبة لرواج وقبول أي سلعة أو خدمة على المستوى العالمي. ومن هذا المنطلق برزت فكرة إدارة الجودة وتطبيق المعايير الدولية للجودة المتمثلة في عائلة مواصفات الآيزو 9000 (ISO 9000) . ولكي تضمن المؤسسات المختلفة على مستوى العالم بقاءها محلياً ودولياً، تسابقت في حصولها على شهادات مطابقة الجودة التي تصدر عن المنظمة الدولية للتقييس والتي يرمز لها بكلمة الآيزو (ISO). وحصول أي مؤسسة على مثل هذه الشهادة له مردوده الإيجابي على نشاط المؤسسة، الأمر الذي يحقق لها بنهاية المطاف المكانة التجارية المرموقة والوضع التنافسي المتميز الذي نطمح إليه.
|