Wednesday 8th october,2003 11332العدد الاربعاء 12 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

 

منتدى دبي الإعلامي يبدأ أعماله بإدانته للعدوان الإسرائيلي على سوريا وبجلسات مكثفة منتدى دبي الإعلامي يبدأ أعماله بإدانته للعدوان الإسرائيلي على سوريا وبجلسات مكثفة
ولي عهد دبي يدعو الإعلام العربي لتحمل مسؤولياته لمواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة
مناقشة دور الإعلام في الحروب ومسؤولية الصحفيين والحرية الممنوحة لهم في تغطيتها

* دبي الجزيرة:
افتتح الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع بدولة الإمارات العربية المتحدة أمس الثلاثاء منتدى الإعلام العربي في دبي بحضور المستشار الألماني جيرهارد شرويدر وحشد كبير من الشخصيات وقادة الإعلام العربي وقد دان سمو الشيخ محمد في بداية كلمته الافتتاحية العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية مشيداً في الوقت نفسه بسياسة ضبط النفس واللجوء إلى الشرعية الدولية التي اعتمدتها سوريا في تعاملاتها مع هذا الاعتداء.
كما شهدت الجلستان الأولى والثانية جلستي عمل تحدثتا عن دور الإعلام في الحروب الحديثة والحرية الممنوحة للصحفيين لتوفير تغطية دقيقة وايصال الحقيقة بشكل موضوعي، كما شهدت أيضاً الجلستان مشاركة فعالة وجادة اتسمت في مجملها بنقد أوضاع الإعلام العربي والعالمي على حد سواء حيث أشار المشاركون إلى الدور الخطير الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الايديولوجيات لدى الشعوب وتوجيههم إلى تبني تيارات فكرية معينة.
وقد أشاد تيم سباستيان مرال ال«بي بي سي» في الجلسة الأولى بالصحفيين الذين قضوا أثناء الحرب على العراق، والذين ضحوا بحياتهم في سبيل ايصال الحقيقة.
وقال سباستيان «تتمثل مسؤولية الصحفيين في محاولة فهم مواقف جميع الأطراف، والحديث عنها بطريقة منصفة وعادلة، وعدم القبول بأي شيء دون التعمق فيه والإلمام بجميع حيثياته».
وتطرق سبستيان إلى تجربته الإعلامية قائلاً: «قد ينزعج المسؤولون من طرح بعض الأسئلة، حول من يتحمل مسؤولية ارسال القوات للحرب، ولكن مسؤوليتي كإعلامي تحتم علي أن أرفض أن يموت شخص دون ان يعرف السبب».
وفي حديثه إلى الإعلاميين العرب قال سباستيان «إن مسؤوليتكم الأساسية هي قول الحقيقة، ونعلم جميعا ان الحقيقة مرتبطة بشكل وثيق بالحرية، حيث لا يستطيع أحد ان يعبر عن رأيه إذا لم تتح له الحرية للقيام بذلك» مشيراً إلى ان عددا قليلاً فقط من الدول العربية حققت تقدما في هذا المجال.
وأكد سباستيان على الدور الكبير لوسائل الإعلام في بناء المواقف السليمة، والتأثير على اتجاهات الرأي العام، إضافة إلى دورها في دعم الموقف الرسمي، كما عبر عن أمله في ان تكون أشد المعارك المستقبلية هي تلك التي ستحدث داخل الاستديوهات التلفزيونية.
من جهته أشاد روبرت منارد رئيس منظمة صحافيين بلا حدود فرنسا، بالتقدم الذي أحرزته الإمارات في مجال الحرية الإعلامية والتغيرات الايجابية التي أنجزتها في توفير آفاق واسعة لحرية التعبير.
وحول دور الإعلام في حرب العراق قال منارد «خلال الحرب على العراق لقي 17 صحفيا حتفهم، بالإضافة إلى عشرات الجرحى، مشيراً إلى انه لا يمكن القبول بقتل الصحفيين متسائلاً عن مجرى التحقيقات حول ما حدث من انتهاك لحرية الصحافة.
وحول موضوعية الإعلام قال منارد: «يجب على الصحفي ان يلتزم بالحقيقة، حيث إن التضامن مع الشعب الفلسطيني مثلا لا يعني ان تذكر وسائل الإعلام أرقاما مضاعفة حول ضحايا مخيم جنين، ويتوجب على الصحفيين ان يلتزموا بأخلاق المهنة التي تنطبق على الجميع».
وعبّر حمدي قنديل الخبير الإعلامي المصري عن انه لا يمكن ان يكون موضوعيا تجاه الحملة العسكرية الأمريكية على الأمة العربية، وأكد ان 90% من الإعلام الأمريكي المطبوع والمسموع والمقروء يروج للحرب على العراق دون سؤال أو تمحيص، حيث لم يعط أي وزن للأصوات المعارضة للحرب».
وأشاد قنديل بوسائل الإعلام العربية التي برزت كمصدر رئيسي للمعلومات خلال الحرب على العراق، حتى للمحطات الغربية مع الفرق الكبير في الموارد والخبرة بين الطرفين وقال «من المؤسف ان تحجب جائزة الصحافة العربية المرئية في وقت حققت فيه المحطات التلفزيونية العربية نجاحا كبيرا».
كما أشاد قنديل بحكومة الإمارات قائلاً «من الإنصاف القول ان حكومة الإمارات وفرت الكثير من الدعم لقناة أبوظبي التي حققت إنجازات واضحة».
ووجه قنديل رسالة إلى الإعلاميين الأمريكيين مفادها ان يكفوا عن اعطاء الدروس في حرية الصحافة والإعلام، بعد ان بات الإعلام العربي يفعل ما كان يقوم به الإعلام العربي في حرب 67 من تصوير الهزيمة على أنها نصر كبير.
وختم خالد المعينا رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز السعودية أعمال الجلسة الأولى بالحديث عن عدم إمكانية اتخاذ احكام شمولية، حيث يوجد دائماً مجال للخطأ، فهناك وسائل إعلام غربية تتصف بالموضوعية والدقة وفي نفس الوقت هناك تواطؤ في عمل بعض وسائل الإعلام في الغرب.
وحول حرية الإعلام قال المعينا «لا يمكن ان نفكر بوسائل إعلام حرة بدون ديمقراطية ومن هنا يجب بناء مجتمع مدني ديمقراطي يعطي الإعلاميين حرية للتعبير عن آرائهم وأفكارهم».
وأضاف المعينا «علينا ان لا ننظر إلى بعضنا البعض في الغرب والشرق على اننا مختلفين، لدينا نفس الطموحات، ونريد جميعا ان نقوم بدور فعال لخدمة المجتمع، وعلى الرغم من شعوري بأننا مستهدفون إلا انني متفائل، واعتقد ان مناقشات المنتدى التي ستتم بروح من الانفتاح سوف تساهم في تقريب وجهات النظر بين العالمين العربي والغربي وتجعلنا نتجاوز النظرة السلبية لبعضنا الآخر».
وقد استهل الإعلامي الفرنسي بول ماري دولا جورس الحديث خلال الجلسة الثانية حيث اتسمت كلمته بالنقد اللاذع للإعلام الغربي والإعلام الأمريكي على وجه الخصوص في حين تطرق إلى ملابسات الأحداث التي سبقت اندلاع الحرب الأمريكية على العراق وتناول الأوضاع في العراق قبيل الحرب وما تضمنته من جولات تفتيش على أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة.
وأعزى الإعلامي الفرنسي الحرب على العراق في الأساس إلى الاتهامات التي وجهها الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى العراق ومزاعمه بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، وقال إن الرئيس الأمريكي فشل في اثبات مزاعمه للمجتمع الدولي عندما سعى إلى تأمين الدعم المالي والعسكري لحملته على العراق وتقديم مبررات واضحة وواقعية لتلك الحرب حيث لم تستند الإدارة الأمريكية سوى إلى أدلة دامغة ومؤكدة على ذلك.
وأكد جورس ان الفشل الأمريكي بات واضحا أمام المجتمع الدولي الذي دفع بأن تلك الحجج واهية وغير كافية لشن الحرب على العراق مشيراً إلى اذعان العراق لمطالب المجتمع الدولي ممثلا في منظمة الأمم المتحدة اكثر من مرة حيث قبل العراق بعودة المفتشين الدوليين كما قبل تدمير صواريخ الصمود على الرغم من كونها صواريخ قصيرة المدى وغيرها من الإشارات التي أبداها للتعاون في هذا المجال متضمنا موقفه من طلب الأمم المتحدة التحقيق مع العلماء العراقيين على الرغم مما رأته الحكومة العراقية من إمكانية استغلال الولايات المتحدة لهؤلاء العلماء عن طريق اخضاعهم للضغط والتهديد وكل ذلك من أجل تفادي رحى الحرب التي دأبت الولايات المتحدة على تكريس الجهود لها.
وشدد المتحدث الفرنسي على دور الإعلام الغربي في الإعداد والترويج لهذه الحرب بما روجه من أحاديث عن علاقة العراق بتنظيم القاعدة ودعمه للارهاب ولامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل.
وخلال مشاركته خلال الجلسة الثانية، استهل الدكتور محمد السيد السعيد كلمته بالتذكير بما جاء في ميثاق منظمة اليونسكو من ان «الحرب تولد في عقول الرجال» وقال إن الإعلام هو صناعة قابلة للتوظيف والعسكرة موضحا ان الشعوب تدخل إلى الحروب ليس فقط بدافع المصالح ولكن أيضاً بدافع الصور الذهنية والمعلومات النمطية والاستنتاجات الأحادية.
ودفع المتحدث المصري بإصابة الإعلام الجماهيري المعاصر بفيروس العنف وقال إن الحرب أصبحت جزءاً من طبيعته، مشيراً إلى ان الإعلام بهذا المعنى بات منشقاً على ذاته وأصبح يميل إلى تنميط المعرفة والهيمنة على تمردها الأبدي.
وأضاف الدكتور السعيد أن أحداً لا يمكنه أن ينكر أن أرقى فنون الإعلام المعاصر قد ولدت في قلب اتون الحرب وقال إن الإعلام الجماهيري هو ابن الحرب وأداته الأكثر فعالية التي تبث الجنون في الناس.
وألمح المتحدث إلى آلة الحرب الرهيبة التي لم تهدأ منذ أن أقيمت في المنطقة وأعملت فيها حرقا ودمارا لايوصف لشعب أعزل هو الشعب الفلسطيني وقال إن تلك الآلة تكونت من ضفائر الإعلام الجنوني الأكثر شراسة وبدائية في التاريخ الحديث وهو الايديولوجية الصهيونية.
وتطرق المتحدث إلى الحرب التي تم شنها على المسلمين من جانب الولايات المتحدة والحرب الثقافية ضد الحضارة الحديثة من جانب التيارات الدينية المتطرفة لتتهاوى أمام ذلك دعوة اليونسكو لتجديد اتجاهات النمو في حين أشار إلى إدراك الولايات المتحدة إلى هزيمتها في عقول الناس مؤكدا دور الإعلام العربي ومسؤوليته عن جمله من التطورات بالغة الضرر في حقل الثقافة العربية خاصة الترويج إلى نظرية أن العرب مستهدفون من قبل الجميع.
ولخص الدكتور محمد السيد السعيد مسؤولية الإعلام العربي في النقاط التالية:
- العمل على استرداد الموقع الفكري للمعرفة الحقة في الإعلام.
- الالتزام بالأخلاقيات العالمية.
- الترويج للسلام الذي ننشده والذي لايؤمن بالهيمنة والظلم ولكن يؤمن بحق النضال من أجل التحرر وليس سلام القاعدين عن الحركة.
- إدراك قيمة الرموز المشتركة والنظر إلى العالم باعتباره قابلا للانصهار في نسق أخلاقي واحد.
- مناهضة التعصب والأحادية ومحاولة إثراء العقول والضمائر ولا اقتيادها إلى القتل وبث الكراهية والعنف.
من جهته، قال الإعلامي الأمريكي داني سكتشر إن وسائل الإعلام تمثل إحدى المشكلات التي يواجهها العالم المعاصر وقال إنه شخصيا يشعر بلحظات من الخجل والحزن كونه صحافيا مشيرا إلى أن الحرب على العراق مثلت خرقا واضحا لروح وميثاق الأمم المتحدة.
وذكر سكتشر زملاءه من الإعلاميين الذين تم استهدافهم في القصف خلال الحرب على العراق خاصة في أحد الفنادق التي عرف عنها كونها ملجأ للصحافيين والإعلاميين وقال إن أسباب هذا الهجوم لاتزال غامضة وغير معلومة.
وأكد المتحدث الأمريكي ان هناك لايزال العديد من الإعلاميين الشرفاء الذين يحاولون جاهدين كشف خبايا الأمور والحقائق الغائبة وزيف حملات الترويج والتشنيع المغرضة مشيرا إلى أن الأجواء تحمل في طياتها نوعامن التوجس المشترك بين العرب والأمريكيين وقال إن هناك العديد من التباينات الفكرية التي تفصل بين الجانبين.
وقال سكتشر إن الحكم الحقيقي على الإعلام لايكون بما يغطيه من أحداث ولكن يكون بما يتجاهله منها مشيرا إلى الجدل الكبير المثار حول الإعلام الذي تحول إلى صناعة ضخمة في عالمنا المعاصر بما لذلك من تأثيرات على أخلاقيات العمل الإعلامي والصحفي بما لذلك من انعكاسات خطيرة في عدم إعلام المتلقين بالمعلومات كاملة وصحيحة مؤديا إلى خلط المفاهيم والأفكار.
وأكد الإعلامي الأمريكي أن الولايات المتحدة حاليا تشهد معارضة كبيرة لقرار الحرب على العراق بما تثيره تلك المعارضة من علامات استفهام كثيرة حول تلك الحرب.
وحول أخلاقيات الإعلام الأمريكي قال المتحدث ان سبعة من عملاقة مؤسسات الإعلام الأمريكي تحاول استغلال الموقف لصالحها الخاص حيث تحاول تلك المؤسسات عقد صفقات مع الإدارة الأمريكية.
واختتم داني سكتشر كلمته بتوجيه الدعوة إلى الإعلام العربي للمشاركة في إقامة حوار بناء مع العالم لدعم المؤسسات الإعلامية البديلة القادرة على تقديم الحقيقة وقال إن العالم به الكثير من القنوات الفضائية غير ال.سي.إن.إن مطالبا بدعم قواعد الإعلام المستقل والاهتمام القيم وأخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي.
وفي مداخلة لقيت استحسان الحضور، قال السيد الدكتور عزمي بشارة، عضو الكنيست الإسرائيلي، إن الإعلام ليس سلاحاً للدمار الشامل ولكنه سلاح لإنتاج الشمولية مؤكدا ان الإعلام هو الابن الشرعي للحرب وأنه شارك في تشكيل التطورات الإيديولوجية التي حملت الجماهير على تطوير الهوية.
وأضاف السيد بشارة بأن الإعلام الرسمي العربي فقد ثقة المتلقين وقال إن هذا يمثل خطورة في حد ذاته مؤكدا ان الخطورة الأعظم تكمن في اعتقاد وسائل الإعلام بأنها تملك حريتها وأنها تساعد في تشكيل آراء الناس وإشراكهم في صنع القرار.
وقال د.بشارة إن من أخطر التهديدات التي تحيق بالإعلام العربي هو سواد فكرة نحن والآخر، «الأخيار» و«الأشرار» في الفكر والخطاب الإعلامي العربي، موضحا ان الإعلام الغربي شريك أساسي في صنع ازدواجية المعايير وضرب مثال بالزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي لايذكر له الإعلام الغربي أبدا أنه الفائز بجائزة نوبل للسلام والاكتفاء بتصويره كمتهم ومسؤول عن كل الأحداث في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال المتحدث إنه لايوجد مايسمى بالإعلام الحر وقال إن الإعلام الفلسطيني مثلا لا يمكن ان يكون حرا تحت وطأة الاحتلال بينما لايمكن للإعلام الغربي الذي يأتي إلى الأراضي الفلسطينية مشحونا بوجهة النظر الإسرائيلية والمنظور الغربي للأحداث بل أكد ان الإعلام الغربي عندما يحاول انتقاد اسرائيل فهو في الواقع يساعدها على النجاة من نفسها.
وأوضح د.بشارة إن من أهم الأخطاء التي يقع فيها العرب اعتقادهم بأنهم دائماً على حق ولايميلون أبدا إلى نقد الذات دافعا بافتقار العرب إلى وجود ذات واضحة يمكن انتقادها ومؤكدا خسارة الإعلام الرسمي العربي لمصداقيته في وقت توارت فيه شعارات القومية العربية التي كانت مسيطرة وسائدة في عقد الستينيات.
وكان الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع بدولة الإمارات قد افتتح أعمال المنتدى في وقت سابق من أمس حيث أدان العدوان الاسرائيلي الأخير على سوريا وأشاد في الوقت نفسه بضبط النفس من جانب سوريا ولجوئها إلى الشرعية الدولية وقال سموه.. إن أوضاع العالم العربي لا تسر بحيث بات يصدر الأخبار السلبية.. داعيا الإعلام العربي لتحمل المسؤوليات الملقاة على عاتقه في مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة.وقال: «تمثل إقامة المنتدى فرصة لقادة الإعلام لتقييم مدى التطور الذي حققه الإعلام العربي وكيفية الارتقاء بأدائه.كما أشاد سمو ولي عهد دبي بالعلاقات المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية ألمانيا الاتحادية التي يرعاها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة والمستشار الألماني شرويدر.وبدوره دعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الإعلام والثقافة بدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للإعلام، وسائل الإعلام العربي إلى اتباع سياسة النقد الذاتي البناء، مؤكداً على أهمية الموضوعية في العمل الإعلامي للتأثير الفعال على اتجاهات الرأي العام.
وقال سمو الشيخ عبدالله: «سأركز حديثي ليس على ما حققته وسائل الإعلام العربية من نقاط إيجابية وإنجازات مهمة شهدت لها وسائل الإعلام الغربية وأثارت حفيظة بعضها وأحس بها الجمهور العربي أثناء الحرب وبعدها، بل على ما لم تتمكن من تحقيقه وعلى ما اعترى عملها من سلبيات».
وأضاف سموه: «بصراحة وشفافية كاملة نستطيع القول إن إعلامنا العربي قبل الحرب فشل في كشف الطبيعة الحقيقية لنظام الحكم في العراق. كلنا كنا نعرف أن ذلك النظام كان يستند إلى الإرهاب والقمع وأنه شن أكثر من حرب على جيرانه واحتل دولة مجاورة وحاول أن يمحوها من القاموس السياسي. ومع ذلك فإن وسائل الإعلام العربية نسيت، أو تناست كل ذلك وفشلت في نقله لجمهورها، لا بل وأنها تعاملت معه وكأنه نظام سليم، وصورت النزاع على أنه فقط معركة بين القوى الغربية ونظام عربي مستعد للتصدي لها وتحديها باسم الكرامة العربية والسيادة».
وحول حال الإعلام العربي قبل الحرب على العراق قال وزير الإعلام والثقافة:« لقد ابتعد الإعلام العربي عن الواقع وأسهم، بالتالي، في تضليل الرأي العام بتزويده بتصورات غير واقعية للنتائج المحتملة للنزاع الذي كان يبدو حتمياً ووشيكاً» وأكد سموه أنه كان هناك امكانية لإفساح المجال لمحللين عسكريين عرب ليقولوا إن ميزان القوى بين طرفي النزاع سيجعل هزيمة القوات العراقية المسلحة أمراً مؤكداً.فلو قالت وسائل إعلامنا ذلك لجمهورها، لما كنا شاهدنا وعشنا حالة الضياع والإرباك، والإحباط التي سادت المنطقة عقب هزيمة النظام السابق.
من جهته أوضح كريس كريمر أن هناك الكثير من النقاط المشتركة بين الإعلاميين العرب والغربيين مؤكداً أن جميع الإعلاميين يعيشون في عالم متصل ببعضه البعض ولذلك فهم يتحملون جميعا نفس التبعات امام مشاهديهم وقرائهم.
وفي معرض تعليقه على أهمية الموضوعية في العمل الصحافي قال كريمر «أعتقد أن القيم والمعتقدات هي الجانب المهم لأي مقدم أخبار، هذا هو ما تعلمته خلال 26 عاما من عملي في ال بي.بي.سي، وهو ما نلتزم به في سي.إن.إن وما نتمسك به في عملنا كل يوم» مشيراً إلى أن التزام سي.إن.إن يتعلق بالمصداقية الصحفية.وأضاف «إن قوة تغطيتنا وخبرة المراسل ومهارة المصور او المصورة ومهارة رؤساء التحرير، كل جزء صغير من ذلك يضيف إلى مصداقيتنا، وما نسعى لعمله هو اكتساب المصداقية لدى كل المشاهدين. وتدركون أن المصداقية لا تأتي بسهولة، وهي تحتاج الى أن نتعلمها وننميها ثم نكرسها.ولا يمكن اكتساب سمعة كمحطة صاحبة ارقام قياسية الا من خلال معايير تتعلق بعملها الصحافي. و من وقت لآخر، فإنه حتى المحطات العالمية الموثوق بها مثل سي.إن.إن تحتاج إلى التوقف برهة من أجل تقييم نفسها».
وحول استعدادات سي.إن.إن للحرب على العراق قال كريمر «أريد أن اشارككم فيما كنه نفعله في سي.إن.إن العالمية في هذه الاسابيع والشهور الطويلة والمخيفة قبل الحرب على العراق، حيث بدا ان فرص الحرب محتومة. قررت التحدث إلى كل فرد من المحررين، الكتاب، رؤساء التحرير، الفنيين، مديري الاستديوهات، موظفي الجرافيك، وبالطبع المراسلين. وقمت بتذكيرهم بمسؤولياتهم باعتبارهم موظفين في مؤسسة سعت على مدى 23 عاما لتغطية العالم بشكل شامل ودقيق وموضوعي.ومع اقتراب الحرب في الربيع الماضي ابلغت موظفي سي.إن.إن أن هذه ستكون أكبر ازمة يقومون بتغطيتها. ورفضت أن استخدم كلمة خبر صحافي».
واضاف كريمر «إن ما حدث في العراق وفي هذه المنطقة ليس خبراً صحافياً. إنها أزمة. ولا يجب الإقلال من شأنها، وقد طلبت من موظفي سي.إن.إن الإلمام بعمق بما يحدث في المنطقة. وقمت بتذكيرهم، مع انه لا داعي لتذكيرهم بذلك، بأن سي.إن.إن ليست بوقاً لاي حكومة - حكومة الولايات المتحدة او الحكومة البريطانية او اي حكومة اخرى. وابلغتهم أن الحرب ستكون مثيرة للجدل بشكل كبير ومرفوضة جماهيريا في العديد من الاماكن. وطلبت منهم مراعاة الدبلوماسية والاهتمام بكل جزء من الحرب المضادة والجدل المؤيد للحرب والمعارض لها».

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved