Wednesday 8th october,2003 11332العدد الاربعاء 12 ,شعبان 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مصادر أمنية لبنانية لـ « الجزيرة »: مصادر أمنية لبنانية لـ « الجزيرة »:
معلومات تفيد عن نوايا إسرائيلية لضرب لبنان بحجج وجود فصائل فلسطينية

* بيروت - هناء دندن:
اتخذ لبنان سلسلة من الاجراءات الوقائية بعد قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي بغارات على سوريا حيث أشارت العديد من المصادر الأمنية ل«الجزيرة» حول امكانية قيام الكيان الصهيوني بعمليات عسكرية ضد لبنان بحجج وجود فصائل فلسطينية فيه.
وأشارت المصادر الأمنية ل «الجزيرة» ان العديد من القيادات المقاومة في لبنان حَضّرت نفسها لمثل هذا الاعتداء خاصة وان كل التحاليل والمعلومات تفيد عن نوايا اسرائيلية عدوانية تطال مخيمات ومراكز مقاومة في دول مختلفة.
وعلى إثر ما قامت به اسرائيل انتقد لبنان هذا السكوت الدولي عن الارهاب الاسرائيلي الممارس على أكثر من جانب ولاسيما ما تعيشه فلسطين المحتلة وما تعرضت له سوريا أمس الأول اذ اعتبرت مصادر سياسية وحكومية متعددة ان هذا الارهاب يجب ان يقف عند حد معين وان أي عملية إلغاء لدور الأمم المتحدة سيجعل اسرائيل أكثر ارهابا من ذي قبل.
وفي هذا الاطار استنكر رئيس مجلس النواب نبيه بري العدوان الاسرائيلي على سوريا أمس، واعتبره عدوانا على لبنان. وطالب مجلس الأمن الدولي بإدانة هذا العدوان وبشكل حازم، وانهاء اسطورة اسرائيل بأنها استثناء لا تنطبق عليه القرارات الدولية.
وقال الرئيس بري في تصريح له: «في كل مرة تعاني فيها حكومة شارون من فشل واحباط سياساتها العدوانية وحروبها العسكرية والأمنية لقمع الانتفاضة الفلسطينية، تحاول إلقاء المسؤولية ذات اليمين وذات الشمال وخلق معادلات جديدة ورسم قواعد جديدة للعبة. فبعد عدوانين جويين على لبنان في غضون الشهرين المنصرمين، عدا الخروقات الجوية المتنوعة، تستهدف اسرائيل بعدوانها اليوم موقعاً مدنياً في قرية سورية في محاولة لجر المنطقة الى وضع اقليمي خطير». وأضاف:«لقد نبهنا بالأمس في زحلة، ان لبنان وسوريا في دائرة الخطر من عدوان اسرائيلي مبيت ضدهما، ومن ان اسرائيل ستحاول نقل عدوانها وارهابها عبر الحدود مستغلة افشالها لجهود اللجنة الرباعية في ما يخص الملف الفلسطيني، والتخبط الأمريكي في الوحول العراقية، ومستغلة في شكل أساسي اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، الأمر الذي يجعلها في موقع ابتزاز المشتركين في السباق الى البيت الأبيض».
وختم: «إننا اذ ندين هذا العدوان الخطير على سوريا اليوم، والذي نعتبره عدوانا على لبنان، فإننا نأمل الآن من مجلس الأمن الدولي ادانة هذا العدوان والعمل بشكل حازم بمنع تكراره، وبالتالي انهاء اسطورة ان اسرائيل تمثل استثناء لا ينطبق عليه القرارات الدولية».
وأعلنت قيادات سياسية استنكارها الشديد للاعتداءات على سوريا بحجج لا مبرر لها اذ أشار النائب جنبلاط ل«الجزيرة» الى ان هذا الاعتداء غير مبرر رغم ما تحاول اسرائيل تبريره، مشيراً الى ان التوقيت غير مبرر. وفي النهاية هناك شعب مجاهد في فلسطين يواصل تصديه ورفضه للاحتلال. طبعاً اسرائيل تريد ان تلقى أي ذريعة للضرب يميناً ويساراً، ولكن هذا دليل ضعف لا أكثر ولا أقل وهناك غدا مناسبة السادس من تشرين. لقد برهن العرب في 6 تشرين انهم يستطيعون خرق ما يسمى الحاجز النفسي والعسكري الاسرائيلي». وأضاف: «لقد شاهدت على قناة الجزيرة برنامجا عن السادس من تشرين وخلال مقابلة مع الفريق سعد الدين الشاذلي مهمة جدا وكيف ان أحد الملوك العرب أبلغ اسرائيل مسبقا عدة مرات عن الجهد المصري/ السوري المشترك. فلو كان هناك تنسيق كاف والجبهة الشرقية موجودة كلها ، اسرائيل لا تخيف. اليوم، الجهاد الاسلامي، حماس، كل الشعب الفلسطيني موجود على الأرض وما من شيء سيزحزح ارادة هذا الشعب في طموحه في الاستقلال والحرية».
وإزاء الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان سواء من خلال اختراق جوه والتهديدات غير المباشرة بضرب قواعد له أوعز رئيس الجمهورية اللبنانية الى وزير الخارجية بتقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي بسبب قيام طائرات حربية اسرائيلية بخرق الأجواء اللبنانية واستهدافها مواقع داخل الأراضي السورية. اضافة الى خرق الطائرات الاسرائيلية خلال النهار المجال الجوي اللبناني في الجنوب والشمال. وبناء لهذه التوجهات وضع وزير الخارجية بالوكالة وزير الاعلام الأستاذ ميشال سماحة نص الشكوى العاجلة الى مجلس الأمن الدولي، وأبلغت الى سفير لبنان لدى الأمم المتحدة سامي قرنفل لتقديمها فوراً الى مجلس الأمن وهذا نصها: من وزير خارجية الجمهورية اللبنانية الى السيد الأمين العام للأمم المتحدة، الى السيد رئيس مجلس الأمن الدولي، نود ان نحيطكم علما انه صباح الاحد الواقع في 5 تشرين الأول العام 2003، قامت طائرات حربية اسرائيلية بخرق المجال الجوي اللبناني مستهدفة من خلاله موقعا داخل أراضي الجمهورية العربية السورية. كما قامت وبالتاريخ نفسه ظهرا، ثماني طائرات حربية اسرائيلية بخرق المجال الجوي في جنوب لبنان وشماله. تجدر الإشارة الى انه، وبرغم مواقف سعادة الأمين العام المتكررة، ورغم التصريحات والتحذيرات التي يطلقها ممثله في لبنان، فإن الخروقات الجوية الاسرائيلية لا تزال مستمرة ومن دون أسباب أو مبررات، وآخرها استعمال الاجواء اللبنانية اليوم «أمس» للتعدي على دولة شقيقة مجاورة. وان هذا العمل يشكل تصعيدا خطيرا في الموقف وتطورا جديدا في أسلوب الاعتداءات الاسرائيلية. وعلى هذا الأساس فإن لبنان يطلب دعوة مجلس الأمن للانعقاد فورا للنظر في هذه الاعتداءات ولاتخاذ الاجراءات المناسبة لردع اسرائيل. ان هذه الخروقات، ولا سيما الأخيرة منها ، تشكل اعتداء فاضحا على الخط الأزرق الذي ترعاه الأمم المتحدة في جنوب لبنان، كما تشكل تهديدا للاستقرار الذي يشهده الخط المذكور، وتعبيرا عن محاولة اسرائيل تصدير مأزقها الحالي في الأراضي المحتلة الى خارجه. ان لبنان اذ يلفت مجلسكم الكريم الى هذا الوضع الخطير، له ملء الثقة بالخطوات التي ستتخذونها لادانة اسرائيل وردعها عن هذه الاعتداءات لما يترتب عنها من نتائج وخيمة تؤدي الى الاخلال بتوازن الردع القائم في الجنوب اللبناني على الخط الازرق، كما تعرض الأمن والاستقرار في المنطقة لاخطار جسيمة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved