* جنين - رام الله - الوكالات:
اعتقل الجيش الاسرائيلي ليل الاثنين الثلاثاء 31 فلسطينيا في منطقة جنين شمال الضفة الغربية بعد العملية الفدائية التي وقعت السبت في حيفا شمال اسرائيل.
وقال المتحدث ان الفلسطينيين «اعتقلوا في جنين وفي قرية مجاورة وهم ممن يشتبه في أنهم من حركة الجهاد الاسلامي» التي تنتمي اليها منفذة عملية حيفا التي قدمت من منطقة جنين.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية ان اثنين وعشرين فلسطينيا من أنصار أو عناصر حركة الجهاد الاسلامي اعتقلوا قبل الفجر في مخيم جنين.
ويفرض الجيش الاسرائيلي منذ السبت حظر التجول على مخيم ومدينة جنين ويقوم بعمليات تفتيش وملاحقة، وفق المصادر نفسها.
وكان الجيش الاسرائيلي قام الأحد بنسف منزل ذوي المحامية هنادي تيسير جرادات (29 عاما) التي نفذت عملية حيفا والتي أسفرت عن 19 قتيلا وخمسين جريحا لا يزال 25 منهم في المستشفيات بينهم أربعة في حال الخطر.
وفيما يتصل بحكومة الطوارئ قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع انه لن يخاطر باشعال حرب أهلية من خلال القيام بحملة قمع ضد النشطاء بالرغم من الضغوط التي تمارس عليه للقيام بذلك بموجب خطة تدعمها الولايات المتحدة لاحلال السلام مع اسرائيل.
وقال قريع لرويترز بعد يوم واحد من اعلان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حالة الطوارىء في الأراضي الفلسطينية وموافقته على حكومة مصغرة تضم ثمانية وزراء انه سيحاول اقناع النشطاء بوقف هجماتهم على اسرائيل.
وقال قريع في حديث عبر الهاتف انه يواجه وضعا غير طبيعي وان هناك حالة فوضى يتعين مجابهتها.
وقال رداً على سؤال بخصوص السبل التي سيتصدى من خلالها للعنف انه لن تكون هناك حرب أهلية وانه سيفعل ذلك عبر الحوار وانه لن تكون هناك أحكام عرفية.
وامتنع قريع عن الخوض في مزيد من التفاصيل كما لم يذكر متى سيجري محادثات مع جماعات النشطاء.
وانهارت في أغسطس آب هدنة أعلنتها جماعات فلسطينية من جانب واحد مع اسرائيل في يونيو حزيران بعد ان اغتالت اسرائيل زعيما سياسيا بارزا لحركة المقاومة الاسلامية حماس في أعقاب تفجير فدائي بالقدس المحتلة أودي بحياة 22. وقالت حماس ان التفجير رد على هجمات اسرائيل على الفلسطينيين.
ودعا قريع يوم السبت لوقف الهجمات على المدنيين الاسرائيليين بعد العملية الفدائية يوم السبت الماضي.
وتزعم اسرائيل ان عدم قمع النشطاء الفلسطينيين هو العقبة الرئيسية في سبيل احراز تقدم على صعيد خطة السلام التي تدعمها الولايات المتحدة وتعرف باسم «خارطة الطريق» والتي تنص على انهاء العنف وإقامة دولة فلسطينية. ويلقى الفلسطينيون بمسؤولية الجمود على اسرائيل. وأضعفت الهجمات الاسرائيلية وحواجز الجيش قدرة أجهزة الأمن الفلسطينية على التحرك وعززت مشاعر الاستياء بين المواطنين الفلسطينيين.
وطالب قريع بهدنة مع اسرائيل لكنها استبعدت ذلك الى ان تتخذ السلطة الفلسطينية اجراءات ضد جماعات النشطاء مثل حماس والجهاد الاسلامي.
وكرر قريع انتقاده للهجمات الانتحارية في اسرائيل قائلا انها تعطي اسرائيل المبرر «لسرقة الأرض بذريعة الأمن والقتل بذريعة الأمن وتوسيع المستوطنات بذريعة الأمن ومن ثم فهناك حالة من الفوضى لا يمكن قبولها».
وقال مسؤولون فلسطينيون ان مرسوم عرفات بفرض حالة الطوارئ يهدف الى اعادة الأمن في المناطق التي صار فيها للنشطاء وجود أقوى.
ويعكس تشكيل حكومة ازمة مكونة من ثمانية وزراء أيضا قلقا من ان تنفذ اسرائيل قريبا تهديها «بابعاد» عرفات الذي تحمله المسؤولية عن العنف رغم نفيه لذلك.
|