اتساع مدى التصعيد الإسرائيلي
مقتل صبي لبناني وإسرائيل تقصف شبعا

* بيروت - العواصم
الوكالات - رويترز:
ذكرت الشرطة اللبنانية ان أربع قذائف مدفعية اسرائيلية سقطت فجر أمس الثلاثاء قرب قرية شبعا الحدودية في جنوب لبنان من دون ان تتسبب في سقوط ضحايا.
وأوضحت المصادر نفسها أن القذائف سقطت عند الساعة الرابعة فجرا قرب برطة على بعد مئات الأمتار عن الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة للحدود الدولية بين لبنان واسرائيل وسبق القصف اطلاق قنابل مضيئة وتحليق للمروحيات الاسرائيلية.
وقامت القوات الدولية في جنوب لبنان إثر ذلك بتسيير دوريات على طول الخط الأزرق حيث لم ينشر لبنان قواته المسلحة، فيما حلقت طائرة استطلاع اسرائيلية من دون طيار.
وقالت مصادر أمنية لبنانية ان صاروخا سقط على منزل في قرية حدودية بجنوب لبنان في ساعة مبكرة من صباح أمس الثلاثاء فقتل صبيا صغيرا بعد ساعات قليلة من مقتل جندي اسرائيلي بنيران أطلقت عبر الحدود.
وقال مسؤول محلي ان الصبي توفي متأثرا «بجروح ناتجة عن اصابته بشظايا صاروخ سقط على منزل كامل ياسين وقتل حفيده علي»، وأضاف ان شقيق الصبي أصيب أيضا في الانفجار.
وقال شهود ان طائرات اسرائيلية حلقت حول المنطقة الحدودية بعد انفجار الصاروخ.
وقالت اسرائيل مساء أمس الاثنين ان أحد جنودها قتل على الحدود اللبنانية وهو ما يصعد المخاوف من انتشار صراع في الشرق الأوسط.
وجاء مقتل الصبي اللبناني والجندي الاسرائيلي في أعقاب غارة جوية اسرائيلية على ما تزعم اسرائيل انه معسكر تدريب لنشطاء فلسطينيين قرب العاصمة السورية دمشق يوم الاحد. وشنت تلك الغارة بعد تفجير استشهادي في مدينة حيفا بشمال اسرائيل يوم السبت قتل في 19 شخصا.
ونسبت الوكالات الى مصادر عسكرية اسرائيلية قولها ان الجيش الاسرائيلي كان في حالة تأهب على الحدود اللبنانية بعد مقتل جندي اسرائيلي الاثنين بنيران أطلقت من الجانب اللبناني.
وقد جرى تعزيز الدوريات على طول الحدود الدولية مع لبنان وأعطيت تعليمات أمنية مشددة للجنود العاملين في هذه المواقع إلا ان الجيش الاسرائيلي لم ينشر تعزيزات في المنطقة.
وأكد القائد العسكري في شمال اسرائيل الجنرال بنيامين غانتز ان الجيش لم «يتخذ أي اجراءات استثنائية».
وفي غضون ذلك أفاد راديو إسرائيل ان إسرائيل حذرت سوريا من تصعيد الصراع في الشرق الأوسط بعد الاشتباك الحدودي الذي أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي.
وقال بنيامين جانتز قائد المنطقة العسكرية الشمالية في إسرائيل «إذا لم تلزم سوريا وإيران ولبنان جانب الحذر فإن الوضع قد يتدهور».
وتحمل إسرائيل حزب الله مسؤولية إطلاق نار قناص أمس مما أسفر عن مقتل جندي قرب بلدة المطلة غير ان حزب الله نفى هذه الاتهامات..
ونفى حزب الله اللبناني الذي ينتشر مقاتلوه على طول الحدود «أي مسؤولية» في تبادل اطلاق النار الذي يشكل أخطر حادث على الحدود الدولية منذ مقتل فتى اسرائيلي بقذائف تزعم اسرائيل ان حزب الله أطلقها في أيار/مايو الماضي.
من جهته، حذّر قائد المنطقة الشمالية في اسرائيل الجنرال بنيامين غانز سوريا ولبنان من «المخاطر الكبيرة التي يواجهانها بالسماح لمن أسماهم ارهابيين بالعمل على أراض كل منهما».
ودوليا تواجه اسرائيل موجة من الانتقادات والادانات بسبب الغارة التي شنتها على سوريا لكنها تشعر بالارتياح لدعم واشنطن الذي يعتبر أساسيا.
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش أكد من جديد ما أسماه «حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها» لكنه دعا اسرائيل الى تجنب التحركات التي يمكن ان تسبب تصعيدا. كما دعا السلطة الفلسطينية الى تفكيك ما يسميه «المنظمات الارهابية».