سمت الغاية التي هدفت إليها القيادة السورية فوق شبهات المحاباة وأباطيل التضليل وضغط الخارج الذي يريد استثماركل رأي مخالف لتوسعة شرخ جدار الوطنية، حيث بإلقاء لمحةٍ عاجلةٍ على التشكيل الوزاري الجديد الذي أعلن عنه مؤخراً نجد أن القيادة استجابت فقط لتلبية رغبات الرأي العام الداخلي الذي صبر وتململ طويلاً في انتظار فرج قريب يُريح الناس مما كان يتحدثون عنه همساً وخلف أبواب الغرف البكماء إلى رحاب فضاءات الكون الفسيح وعبر شاشات التلفزة وعلى بساط صاحبة الجلالة وفي المقاهي والمساحات الرحبة وأماكن التنزه ودواوين الحكومة، ولا غرابة أبداً في ذلك مادامت الدولة السورية ارتضت الانفتاح بدلاً عن الانغلاق وأجواء الحوار بدلاً عن صم الآذان، وفي وضع كهذا لابد أن تظهر العافية السياسية على كثير من دواليب العمل الحكومي أمام جدية الرقابة والمحاسبة والعتاب المصحوب برياح التغيير، ودائماً ما ترتبط مصالح العباد بسنة التبديل والتحويل والنقل والإبعاد والمحاسبة متى ما اشتم الراعي رائحة الفساد تنبع من دائرة ما وحسناً فعلت القيادة السورية بصنيعها الأخير فلم تتوان أبداً على اتخاذ ما رأته مناسباً حينما تواترت الأنباء عن ضعفٍ ووهن في أداء الحكومة السابقة إضافة إلى ما ظهر للعيان من قصور وفتور في الأداء الوزاري وكل ذلك كان مصحوباً بمعضلة الشعوب الكبرى ودائها العضال وعلتها المزمنة «الفساد» الذي أصبح كلمة تثيرالاشمئزاز والتقزز كأنها جُلبت من معاجم اللغة لتطبع على جبين الحكومات العربية إلا من رحم ربِّي.
لقد بدت الحكومة الجديدة بقيادة شابة ذات سمات ومعايير مواكبة لمتطلبات العصر بما يتماشى مع المعايير المطلوبة للمرحلة القادمة لتحقيق الانفتاح والشفافية الكاملة لرسم مستقبل سوريا والوصول به إلى الوضع الديمقراطي الصحيح الأمر الذي يدعم مسيرة التطوير والتحديث في المرحلة القادمة ويحقق آمال وطموحات الشعب في إنجاز الإصلاح الإداري والاقتصادي ويساهم في دفع عملية التنمية الشاملة التي تشهدها سوريا حالياً إضافة للحرص على الوفاء بالاستحقاقات الداخلية والخارجية والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية وتعزيز اللحمة الوطنية والتعاطي بمرونة وواقعية مع متغيرات العصر الذي نعيشه وذلك في ظل الضغوطات الهائلة التي تتعرض لها سوريا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية. الأملُ معقودٌ في أن تتجاوز حكومة العطري عقباتٍ كؤودة ومتاريس عديدة وأن تحقق آمال السوريين في معالجة الأوضاع الاقتصادية لتكون بمثابة دعم لقنوات الإصلاح التي تشق طريقها بثقة لأجل إسعاد المواطن وتهيئة المناخ المناسب له حتى يعيش في بحبوحة من الرزق ورغد الدنيا، ولم يبق على السوريين إلا أن يرفعوا أكف الضراعة طالبين التوفيق للحكومة الجديدة حتى يتحقق مايصبو إليه الجميع.
فاكس 014803452
|