بسرور بالغ وغبطة لا توصف تلقيت الخبر السار الذي أُعلن في جلسة مجلس الوزراء الموقر التي عقدت يوم الاثنين الموافق 3/8/1424ه برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله متضمناً الموافقة على زيادة إعانة الزواج المقررة لطلاب دور التربية الاجتماعية من الأيتام ومن في حكمهم من ذوي الظروف الخاصة من عشرين ألف ريال إلى ثلاثين ألف ريال وصدور قرار بذلك، استجابة لطلب معالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية.
وبصفتي أحد الذين سعدوا بالعمل مع الأيتام ولهم فإنني أرى البسمة التي ارتسمت على شفاههم، وأشعر بالفرحة التي غمرتهم، كما أن في هذه الخطوة المباركة دعماً للجهود الرعائية التي تقدم لهم، وليس ذلك بغريب من حكومتنا الرشيدة لعدة أسباب منها:
أن هذه الدولة وفقها الله تسير في هذا المجال على هدي من التوجيهات الإلهية التي تضمنتها الشريعة الإسلامية المطهرة، ومن تلك التوجيهات السامية العناية باليتيم وتلمس احتياجاته والأخذ بيده نحو حياة كريمة أسوة بأقرانه من أفراد المجتمع الذين توليهم الدولة جلَّ عنايتها..
ومنها أن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله نذروا أنفسهم لأن يكونوا آباءً لكل يتيم يعيش على هذه الأرض المباركة، يسعون لتحقيق تطلعاته.
ومنها الإيمان بأن الرزق والنصر والتمكين تأتي من قِبل هؤلاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أبغوني في ضعفائكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم» رواه أبوداود والترمذي والنسائي.
ولا أملك إلا الدعاء لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله بأن يجزل لهم المثوبة والأجر، وأيضاً لمعالي وزير العمل والشؤون الاجتماعية الأستاذ الدكتور علي بن إبراهيم النملة، ولسعادة وكيل الوزارة للشؤون الاجتماعية الأستاذ عوض بن بنيه الردادي، ولكل مخلص على هذه الأرض المباركة على ما يُقدم من عطاء مادي ومعنوي أو تسهيل لهذه الفئة التي نرتقي وننهض ونسمو حين نخدمهم، ففي الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرّج بينهما شيئاً» رواه البخاري، فأي رفعة وعلو شأن أفضل من هذه المنزلة.
والغبطة التي أشعر بها الآن والقناعات الآنفة الذكر تمدني بقوة التفاؤل بأن العطاء القادم أكبر، ذلك أن نهر الجود معين لا ينضب.
كما يسرنا في المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام أن نتشرف بتنفيذ التوجيه الكريم بمد جسور التعاون من قِبل المؤسسات والجمعيات الخيرية في هذا المجال، وأسأل الله عز وجل أن يبارك الجهود ويسدد الخطى، وأن يحفظ لمجتمعنا أمنه وتواده.
|