كما توقع المراقبون الحادبون على مصلحة المملكة العربية السعودية وشعبها وسمعتها الطيبة بين منظومة دول العالم والناظرين بعين الرضا والاعجاب لكل انجاز سعودي يتحقق لا الكاشحون الحاسدون الذين تتقطع قلوبهم حسدا على المملكة وقيادتها وشعبها اولئك الذين سخروا المنابر للنيل من سمعة بلد اختاره الله بأن وضع بيته العتيق فيه وفي ذلك حكمة بالغة واي حكمة لو كان اصحاب القلوب المريضة والعقول السقيمة يعلمون شيئا، فهاهي الحروف تتنزل سهلة جزلة من لسان المرء ويتحول المداد الى عشق جنوني على ارض هذه البلاد الطاهرة وساكنيها الاكارم تزداد غبطتي وسروري عندما ارى انجازا أيا كان نوعه وطبيعته وشكله أو أيا كان الذي حققه فما دام تم على ثرى هذه الأرض الطيبة فإنه بلاشك انجاز للامة العربية في زمن الانكسار ورفع لرأسها في عهد طأطأة الرؤوس والانحناء والخوف من المجهول القادم.
وبنظرة لما تم في وقت قياسي بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالحرس الوطني كأكبر انجاز طبي تحققه الامة في بداية هذا القرن لأمر يبشر بخير كثير على هذه الشعوب العربية التي ما عرف الغرب عنها الا الخلافات والتناحر والتجاذب السياسي لكنه الآن وبعد ان رأى العالم ولمدة اثنتي عشرة ساعة بالتمام والكمال عبر الشبكة العنكبوتية كيف يعمل وينجز الفريق الطبي السعودي من داخل واحة طبية غناء بالحرس الوطني ومن شرق مدينة الرياض حاضرة المملكة العربية السعودية بعد ان تسلح بالعلم والمعرفة والتقوى بأداء عجز عن فعله الآخرون، والامثلة والادلة على ذلك كثيرة وكافية وقد كانت آخر عملية فصل لفتاتي ايران بدولة سنغافورة حسرة وندامة وبكاء وعويلاً شديداً من الاسرة المكلومة فقد فشل طبهم العاري من الدين والروح والذي لا يؤمن برب العباد ايما فشل وثار جدل كثير حول امكانية الفصل وطريقته ومقدرة الفريق الطبي الذي قام بهذه العملية، لكن هنا والحمد لله في الرياض فقد توكل الجميع على الواحد الاحد وما زادتهم الابتلاءات الا رسوخا في الايمان وشمر الكل عن سواعد الجد واصطحبوا معهم احدث العلوم والقدرات الكافية والدعم اللامتناهي من سمو سيدي ولي العهد الامين الامير عبد الله بن عبد العزيز لتخرج الطفلتان السياميتان المصريتان تاليا وتالين من غرفة العمليات ولله الحمد بعد ان اتم عملية فصلهما فريق جراحي طبي سعودي برئاسة معالي الدكتور عبد الله الربيعة الذي قال: «ان عملية فصل التوأم السيامي المصري تمت بشكل نهائي ولله الحمد بنجاح تام وقبل الموعد المحدد لها»، فهنيئا لوالدي الطفلتين وجميع الشعوب العربية والاسلامية على هذا الانجاز العريق ونرجو الله ان يرعى ويحمي بلاد الحرمين الشريفين من كل مكروه وان يحفظ ما انعم به عليها من خيرات وتقدم في كافة المجالات ويجزيها خير الجزاء على ما تبذله في خدمة المسلمين في كل مكان، كما نسأل الله ان يكلأ تاليا وتالين بفائق عنايته ورعايته ويحفظهما بحفظه حتى تغادرا غرفة الانعاش وتريا الشمس من جديد وتتشرفا بالسلام على سيدي ولي العهد وتنخرطا في معترك الحياة بعد ان افترق الجسدان عن بعضهما لكن الحب وغريزة الانسانية السمحة مزروعة في جوفيهما وتهانينا الحارة لاسرتهما وللشعب المصري الحبيب.
واليك سيدي ولي العهد الامين نتقدم بخالص الشكر والعرفان بأن منحت اسرة تاليا وتالين ضوء شمعة اكبر في حدودها من الحدود فصارت مكارمك نورا في عمق دهاليز عمرها بعد ان كانت غربتها بلا نوافذ تعد اصابع الذكرى على شبابيك الغياب والارض قد ضاقت عليها بما رحبت، نعم سيدي ولي العهد هاهي الشعوب العربية تدخرك دائما للملمات ويوم الكريهة وسداد الثغور فقد كنت مخلصا لامتك من حيث تشعر ولا تشعر وكنت وفيا لها من حيث تدري ولا تدري تقدم الكثير من اجل السلام والانسان.. من اجل الاطفال والشجر.. من اجل الارض والحجر.. من اجلنا جميعا، ولن يستطيع احد في هذه الدنيا مجازاتك يا سيدي انما جزاؤك عند ربك يوم تنصب موازين العدل والقسطاس حيث نسأله تعالى ان يكافئك بقدر افعالك الخيرة واعمالك النيرة وادخالك البهجة في نفوس الاسر والعوائل ونشر الفرحة بين الناس مثلما فعلت لاسرة التوأمتين تاليا وتالين ونرجوه سبحانه ان يجعل هذا العمل الكريم في سجل حسناتك انه سميع مجيب.
(*)عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال
| 
