* الرياض فارس القحطاني:
بدأت صباح أمس الاثنين بأكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية أعمال المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد الذي ينظمه مركز الدراسات والبحوث بالأكاديمية خلال الفترة من 10 12/8 بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة بفيينا. وبدأ حفل الافتتاح بآيات من الذكر الحكيم تلتها كلمة لسعادة رئيس الأكاديمية الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي الذي رحب بالمشاركين في بيت الخبرة الأمنية العربية مؤكداً على أهمية المؤتمر الذي تنظمه الأكاديمية انطلاقاً من دورها الرائد في مكافحة الظواهر الإجرامية المختلفة وتلمس المشكلات التي يعاني منها العالم حالياً ومنها جرائم الفساد في إطارها الدولي خاصة بعد استفحالها في ظل العولمة وثورة الاتصالات الأمر الذي جعل من جرائم الفساد داء عالمياً شمولياً عميق الجذور مستعصياً على المكافحة والعلاج بصورة فردية وهو ما يحتم ضرورة العمل الجماعي والتعاون الدولي لمكافحة هذه الجرائم.
وأضاف ان هذا المؤتمر يعقد ضمن سلسلة من المناشط بتوجيه من أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب بمتابعة وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس إدارة الأكاديمية سعياً نحو تحقيق الأمن بمفهومه الشامل على المستويين العربي والدولي. وقال في ختام كلمته: نتقدم بالشكر لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة بفيينا وكذلك للنخبة المتميزة من العلماء والمختصين المشاركين في فعاليات المؤتمر، ونتمنى ان يخرج المؤتمر بتوصيات تسهم في حل مشكلة الفساد. بعد ذلك تحدث الدكتور علي بن فايز الجحني عميد مركز الدراسات والبحوث بالأكاديمية الذي ألقى الضوء على الجهود الدولية لمكافحة الفساد ودور الشريعة الإسلامية التي حاربت الفساد بأشكاله وصوره المختلفة إضافة إلى استعراضه أهمية المؤتمر الهادف تحديد مفهوم الفساد وصوره وأشكاله ومخاطره والخروج بمعايير ورؤية عربية ودولية تجاه مكافحة الفساد، ودراسة القواعد التي أعدتها الأمم المتحدة حول مكافحة الفساد إضافة إلى مناقشته أوجه الفساد في إطاره الدولي وإبراز دور الشريعة الاسلامية في سياسة الوقاية والمنع لمكافحة الفساد ومعرفة المعوقات الإدارية والتشريعية للإصلاح في الأجهزة الرسمية وسبل معالجتها.
وأكد د. الجحني ان هذا المؤتمر يعد تواصلاً لجهود الأكاديمية في رصد ودراسة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي تؤثر على المسيرة التنموية العربية، واستشراف المستجدات الأمنية وعلاجها بالدراسة والبحث المتعمق ولا سيما تلك التي أضحت تأخذ أبعاداً متزايدة تهدد اقتصاديات دول العالم، خاصة النامية منها، من خلال تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية ذات الصلة بما يسهم في تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب دول العالم وما يستجد من علوم وتقنيات في مجالات الأمن المتعددة. بعد ذلك ألقى فضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبداللطيف الفرفور من الجمهورية العربية السورية كلمة المشاركين في المؤتمر فقدم الشكر للأكاديمية على تنظيمها هذا المؤتمر المهم الذي يناقش واحدة من أخطر مشكلات العصر وهي الفساد الاقتصادي والاجتماعي، وأكد فضيلته ان هذا التجمع العلمي فرصة للخروج بتوصيات تدعم الجهود الرامية إلى مكافحة الفساد. ثم أثنى على ما تقوم به الأكاديمية من جهود في خدمة الأمن وما تحظى به من كريم رعاية من حكومة المملكة العربية السعودية أهلتها لأن تضطلع بهذا الدور. وسوف يناقش المؤتمر خلال هذا اليوم سبع عشرة ورقة علمية في إطار المحور الأول وهو مكافحة الفساد من منظور إسلامي خلال الجلستين الصباحية والمسائية.
وقد أقيم على هامش المؤتمر معرض الكتاب العربي الرابع عشر الذي تنظمه الأكاديمية بمقرها بالرياض وتشارك فيه «40» دار نشر عربية ودولية.
وحول أهمية انعقاد هذا المؤتمر أكد الدكتور عبدالعزيز الغامدي: نحن في حاجة دائمة لمراجعة كثير من قضايانا والمواضيع المطروحة على الساحة سواء كانت على مستوى مكافحة الفساد أو غيره أو ما كان منها لمتابعة الدراسات والأبحاث للنواحي المستقبلية واستشرافاً لقضايا ومعالجة لقضايا قائمة الآن بطرح علمي متجرد. وأوضح د. الغامدي ان التوصيات عادة ترفع لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب. وبخصوص التعاون بين الأكاديمية والأمم المتحدة أشار د.الغامدي الى ان الأكاديمية تعتبر من 13 معهداً في العالم تتعاون معها الأمم المتحدة والأكاديمية تنفذ برامج الأمم المتحدة في المنطقة العربية وهذا أحد برامج التعاون معها. وفي سؤال ل«الجزيرة» عن دور الأكاديمية في إخضاع «البصمة» في المجال الأمني أكد د. الغامدي ان هذا المجال من اختصاص وزارة الداخلية ودور الأكاديمية يقتصر على مجال الدراسات وتدريب العاملين في المختبرات الجنائية في وزارات الداخلية العرب. كما التقت «الجزيرة» نائب المدير العام للادعاء العام للتحقيقات بوزارة العدل بتايوان سين شين جنك الذي أوضح: منذ عشرة أعوام ونحن في تعاون مستمر مع أكاديمية نايف للعلوم الأمنية ومثل هذه المؤتمرات لها بالغ الأثر في إثراء المجال الأمني والدراسات والتوصيات في ختام كل مؤتمر والاستفادة منه في المجال الأمني. كما التقت «الجزيرة» بالعقيد لوك ديثل من وزارة الداخلية الفرنسية وقال ان هناك تعاوناً بين وزارة الداخلية الفرنسية والأكاديمية منذ عام 82م ومنها دورات في مكافحة الإرهاب ومكافحة الجريمة وورقة العمل التي سيقدمها خلال المؤتمر هي في مجال مكافحة الفساد وما يترتب عليه من جرائم.
|